يواصل الكاتب الياباني هاروكى موراكامى إبداعاته فى روايته "مقتل الكومنداتور" التى ترجمها إلى العربية ميسرة عفيفى ونشرت ترجمتها دار الآداب، حيث يضع الأحجية وراء الأحجية باستخدام شخصيات حية، ثم يعيد فك الألغاز التى صاغها عبر مراحل الرواية المختلفة.
الكاتب الياباني هاروكى موراكامى يمضى وراء الألغاز عبر الأماكن كما اعتاد، فالمكان الغامض الذى يلجأ إليه بطل الرواية ليتخذه مسكنا بعد ترك منزله يتحول إلى محل اللغز فمنزل الرسام الكبير الذى أقرضه أياه صديقه يحتضن لوحة تسمى مقتل الكومنداتور وهي لوحة رسمها رسام شهير ومن هذه اللوحة تبدأ عقدة الرواية.
بطل الرواية الذي لم يرد اسمه فيها، هو رسام متخصص بالصور الشخصية يعانى الملل لكنه بعد سكنه في المنزل القديم الذى يعود للفنان اليابانى الشهير "أمادا توموهيكو" تنقلب حياته رأسا على عقب خصوصا بعد عثوره على لوحة مقتل الكومنداتور.
ويكتشف رسام البورتريهات الذى هو بطل الرواية أن لوحة ”مقتل الكومنداتور“ هي أحد أعمال أمادا غير المكتشفة والتي تصور مشهدا دمويا من ”دون جيوفاني“ في اليابان القديمة، ويصور العمل الفني المرسوم وفق نمط ”نيهونجا“ الياباني التقليدي أربع شخصيات رئيسية، حيث يصور شاباً غرس سيفه بعمق في صدر رجل عجوز بلحية بيضاء، بينما ينظر كل من خادم وشابة بذهول للمشهد.
لكن الفانتازيا كلها تبدأ في المشهد التالى من الرواية عندما تبدأ اللوحة في الحديث إلى بطل الرواية رسام البورتريهات كما يجرب بطل الرواية أيضا أن يتبادل معها الحديث فتقع المفاجأة حين تبادله اللوحة الكلام أو على وجه التحدي حين يبدأ الكومنداتور (الشخصية الأساسية في اللوحة) في التحدث إليه.
في هذه الأثناء تظهر شخصية غامضة هي شخصية "منشكى" الذى يعرف بطريقة غامضة أن رسام البورتريهات يسكن البيت المهجور ومن هنا يطرق هذا الرجل الغامض فاحش الثراء باب رسام البورتريهات ويطلب منه رسم بورتريه مقابل أي ثمن يطلبه وهو ما يفاجئ الرسام الذى كان قد قرر في وقت سابق إنه لن يعود لرسم البورتريهات مرة أخرى.
ولا تبدو الحوارات بين رسام البورتريهات والكومنداتور ذات قيمة كبرى غير أنها تستمر على مدار النصف الثاني من الرواية لتتحول في النهاية إلى نوع من الحوارات التي تجلب نوعا من الونس لبطل الرواية رسام البورتريهات بعد أن يعتاد عليها، ويتبين بعد ذلك أن الرجل الغامض منشكى يريد من رسام البورتريهات رسم بورتريه لابنته بأى ثمن بسبب قصة قديمة سببت له الكثير من المعاناة.