كان عباس محمود العقاد موضوع الندوة التى عقدها مجمع اللغة العربية، برئاسة الدكتور صلاح فضل، الليلة، بعنوان "العقاد مفكرا ومجددا" وشارك فيها الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السباق، والدكتور محمود الربيعى، والكاتب صلاح سالم، وقدمها الدكتور عبد الحميد شيحة، عضو المجمع.
فى البداية تحدث الدكتور صلاح فضل، عن دور العقاد ورؤيته مؤكدا أن العقاد ضرب لنا مثلا فيما يجب أن يكون عليه المفكر، وأضاف أن جيل العقاد وطه حسين ومحمد حسين هيكل وغيرهم ممن تعاملوا مع التراث العربي وجعلوه جميلا ونموذجا حضاريا كان غرضهم أن يبثوا فينا الكثير من الشعور بالمجد، ولم يكونوا يمهدوا الطريق للأفكار التي ارادت أن تردنا للماضي مرة أخرى.
وقال الكاتب الصحفى حلمي النمنم، وزير الثقافة السابق، إن عباس محمود العقاد رغم كل ما كتب عنه، لم يتم إنصافه، وذلك لكونه شخصية موسوعية، كما أن العقاد أحاطت به الأساطير ممن يحبونه وممن يكرهونه ما، ومن الشائعات أن العقاد لم يتم تعليمه مع أنه فى الحقيقة تلقى أقصى مستوى من التعليم كان يمكن لمصري أن يتلقاه فى ذلك الوقت طالما لم يلتحق بالأزهر الشريف، ومن الشائعات أيضا أنه كان ضد ثورة يوليو 1952، وأنا أرى العكس، فقد كان العقاد مشمولا برعاية جمال عبد الناصر وكان من أنصار الثورة.
وأضاف حلمى النمنم، إن العقاد كانت تهيمن عليه نظرية ترى أن الشخص العظيم هو صاحب التأثير الكبير فى مجتمعه، ويؤكد ذلك أن لديه أكثر من 25 كتابا عن شخصيات، كما كان العقاد يتميز بالنزاهة الفكرية، وكان يومن بقيمة الحرية الفردية وذلك كان سببا أساسيا في خلافه مع النحاس باشا، وكان العقاد عصاميا لأبعد حد في تكوين شخصيته، وكان مهذبا وراقيا ويعتز بكرامته.
ومن جانبه قال الكاتب صلاح سالم، إن دور العقاد فى الثقافة العربية كبير فهو منشئ لسردية عربية، وكان من أصحاب النزعة الإنسانية في الفكر العربي، والمتأمل لزمن العقاد يلاحظ أنه عندما بدا العقاد الكتابة كانت مصر تحت الاحتلال، وكان الفكر المصري في ذلك الوقت إما متاثرا بالأفكار الغربية، والآخر هو التيار السلفي، بينما كان الفكر النهضوي عموميا قد أثرت عليه الأيديولوجيات.
وتابع صلاح سالم، كانت فلسفة العقاد تؤمن بأن الإنسان عاقل وحر وسيد مصيره، ورفص أن تكون الحياة محكومة بقوانين سابقة، وهو فى فكره يبدوا معتزليا.
واختتم الدكتور محمود الربيعى، الندوة بقراءة عن شعرية عباس محمود العقاد، مشيرا إلى أن الأذن العربية في بداية القرن العشرين كانت قد اعتادت على الموسيقى العالية في الشعر بسبب قصائد البارودي وشوقى، فجاء العقاد بما الشعر الفكري، وهو شعر يخرج من فكرة القبول التام إلى فكرة النسبية.