تمر اليوم ذكرى قيام الإمبراطور الرومانى ماركوس أوريليوس بمنح ابنه كومودوس رتبة إمبراطور وينصّبه قائدًا أعلى للفيالق الرومانية، وهو الإمبراطور الرومانى السادس عشر (161 - 180) وخامس الأباطرة الأنطونيين الرومان، وهو أبو الإمبراطور كومودوس، كان أحد آخر "خمسة أباطرة جيدون" حكموا الإمبراطورية الرومانية من 96 إلى 180م، كما أنه يُعتبر من أهم وأبرزالفلاسفة الرواقيين.
والرجل كان يميل دائما لى العلم والفلسفة، وتعمق بشكل كبير فيهما، خاصة الفلسفة الإغريقية التى كانت تمثل فى ذلك الوقت مصدر الثراء الثقافى والفكرى فى الدولة الرومانية، وقد استمر معه حب العلم والمعرفة حتى بعد تقلده الوظائف المختلفة، خاصة الفلسفة الأخلاقية.
فى التاريخ القديم، لا يوجد إمبراطور فيلسوف، إلا أن أوريليوس برأى البعض وقد استطاع أن يحقق نظرية أفلاطون التى أكد فيها أن أمور البشرية لن تنصلح ما لم يتفلسف الحاكم أو يحكم الفيلسوف، ولقد كان الإمبراطور الفيلسوف محبا للفلسفة بعيدا كل البعد عن أمور الجيش والمعارك قبل أن يتولى الحكم، فهو الذى تفلسف على يد فيلسوف الحرية "إبكتيتوس" الذى يعود الفضل إليه فى تمسك أوريليوس بالمذهب الرواقي، ولم يترك أوريليوس سوى كتاب "التأملات"، ويكفى هذا العمل وحده ليخلد اسمه بين مصاف العظماء، الطريف فى الأمر أن أوريليوس كتب كتابه هذا إلى نفسه ولم يكن ينتظر أن يقرأَه غيره.
والتأملات عبارة عن سلسلة من الكتابات الشخصية كتبها الإمبراطور الرومانى ماركوس أوريليوس، بين عامى 161 و 180 ميلادي، حيث سجل ملاحظاته الخاصة لنفسه والأفكار حول الفلسفة الرواقية.
كتب ماركوس أوريليوس الكتب الإثنا عشر باللغة اليونانية العامية المختلطة، كمصدر لتوجيه نفسه وتحسين ذاته، ويُحتمل أنه كتب أجزاء كبيرة من العمل فى سيرميوم، حيث أمضى الكثير من وقته فى التخطيط للحملات العسكرية خلال الأعوام 170 إلى 180م، وكتب بعضاً منها حين كان متمركزاً فى أكوينكوم فى حملته على بانونيا، لأن المذكرات الداخلية تخبرنا أنه كتبه عندما كان يدير حملة ضد قبيلة على نهر جرانوفا (هرون فى العصر الحديث) وكتب الكتاب الثانى فى كارنونتوم.