استطاعت دخول القلوب بلا استئذان، ما أن تطل على الشاشة، تترسم السعادة على الوجوه، ظهوره وحده قادر على أن تسر الراحة فى النفوس، فنانة من طراز بديع، نحجت فى الجمع بين أكثر من ميزة "الجمال الساحر وخفة الروح ورزانة العقل"، أنها دلوعة السينما النجمة الكبيرة الراحلة شادية.
تمر اليوم ذكرى حزينة على السينما المصرية والعربية، وهى الذكرى الرابعة لرحيل دلوعة الشاشة شادية، إذ غابت عن عالمنا فى 28 نوفمبر عام 2017، عن عمر يناهز 86 عاما، وهى واحدة أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية، ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، اُختيرت ستة من أفلامها في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
ظهرت النجمة شادية، التى رحلت عن عالمنا منذ قليل، مع روايات نجيب محفوظ مختلفة ليس كما رأيناها من قبل، ويمكن القول بأنها فهمت روح الشخصية، وللفنانة الكبيرة شادية، رصيد هائل من الأفلام التى ترتبط بذاكرة جمهور السينما، وكلاسيكات الدراما المصرية، منها أعمال كانت من أهم الكتابات الروائية، قبل أن تتحول إلى أفلام سينمائية جسدت من خلالها شادية أروع بطولاتها فى السينما، وظلت أسماء الشخصيات التى قدمتها يرددها الجمهور إلى يومنا هذا، وهو ما جعلها ترتبط بصداقة كبيرة مع الأديب العالمى الحاصل على نوبل عام 1988.
وفي عام 1962 توطدت علاقة شادية بنجيب محفوظ أشهر الروائيين الذين يكتبون للسينما وقتها، وكانت قبلها بأربعة أعوام قدمت له فيلم "الهاربة" الذي كتبه بالاشتراك مع حسن رمزي والسيد زيادة، على إنها في بداية الستينات تعاقد المنتج جمال الليثي مع نجيب محفوظ تحويل رواية "اللص والكلاب" إلى فيلم سينمائي وقد تخوف محفوظ ولم يوافق الا عندما أسند الإخراج وإعداد الرواية للسينما إلى كمال الشيخ أحد أصدقائه المقربين، وكانت رؤية نجيب محفوظ أن أفضل من تلعب البطولة النسائية شادية وكمال الشناوي وعقد معهما لقاءات عديدة تحولت إلى صداقة وطيدة انتجت الفيلم الرائع واحد كلاسيكيات السينما العربية "اللص والكلاب" وهذه الصداقة بين الراوائي الكبير نجيب محفوظ وشادية أفرزت فيما بعد ثلاثة أفلام لأجمل روايات محفوظ وهي "زقاق المدق" 1963 إخراج حسن الإمام، و"الطريق" 1964 إخراج حسام الدين مصطفى، و"ميرامار" 1969 اخراج كمال الشيخ.
وهذه الصداقة كانت عائلية وثقافية الى حد بعيد فنجيب كان يهدي كل رواياته لشادية بتوقيعه والتى احتفظت بها في مكتبتها الى جوار مقالة كتبها عنها جاء فيها: "شادية من اكثر الممثلات فهما وتجسيدا للشخصيات التي مثلتها في رواياتي التي انتجت للسينما.. وفي رأيي لم تكن هناك ممثلة غيرها تصلح لاداء شخصية نور في فيلم "اللص والكلاب" وهي فتاة الليل التي تتعاطف مع الشقي الهارب سعيد مهران وهو واحد من أهم وأفضل أفلام السينما المصرية في تاريخها".