لأكثر من ألف سنة شيد الفراعنة الأهرامات، وغالبًا ما جرى دفن موتاهم أسفل أو داخل هذه الأهرامات الضخمة، وقد شيد قدماء المصريين الأهرامات بين عهد الملك زوسر (2630 إلى 2611 قبل الميلاد)، الذي بنى هرمًا مدرجًا فى سقارة، وعهد الملك أحمس الأول (حكم من 1550 إلى 1525 قبل الميلاد)، الذى بنى آخر هرم ملكى معروف بمصر فى أبيدوس.
وأظهرت الأهرامات الأيقونية قوة الفراعنة وثروتهم وروجت لمعتقداتهم الدينية، فلماذا توقف قدماء المصريين عن بناء الأهرامات بعد فترة وجيزة من بداية عصر الدولة الحديثة؟ ولماذا بات الفراعنة يدفنون في وادي الملوك بالقرب من العاصمة المصرية القديمة طيبة والتى تُعرف الآن بالأقصر بدلا من الأهرامات؟
بيتر دير مانويليان، أستاذ علم المصريات بجامعة هارفارد قال لـ Live Science:"ليس من الواضح تمامًا سبب توقف الفراعنة عن بناء الأهرامات الملكية لكن هناك الكثير من النظريات، ولكن بما أن الأهرامات نُهبت لا محالة، فقد لعب هذا الأمر دورا كبيرا في توقف الفراعنة عن استكمال بناء أهراماتهم".
وقال إيدان دودسون، أستاذ علم المصريات بجامعة بريستول: "حتى قبل أن يتخلوا عن بناء الأهرامات من أجل الملوك توقفوا عن وضع حجرة الدفن تحت الهرم، خوفا من النهب، وكان آخر هرم للملك - هرم أحمس الأول، فى أبيدوس عمق الصحراء".
"أحد السجلات التاريخية التى قد تحمل أدلة مهمة كتبها رجل يُدعى "إينيني"، وقد كان مسؤولاً عن بناء قبر تحتمس الأول في وادى الملوك، حيث كتب إينيني قائلاً: لقد أشرفت على أعمال التنقيب في قبر جلالته بمفردي- لا أحد يرى ولا أحد يسمع، هذا السجل يشير بوضوح إلى أن السرية كانت أحد الاعتبارات الرئيسية"، هكذا قالت آن مايسي روث، أستاذة لتاريخ الفن والدراسات العبرية في جامعة نيويورك.
وقال ميروسلاف بارتا عالم المصريات ونائب رئيس جامعة تشارلز التشيكية "يمكن للتضاريس الطبيعية لوادي الملوك أن تفسر سبب ظهوره كموقع مفضل للمقابر الملكية، توجد بهذه التضاريس قمة تعرف الآن باسم القرن والتي تشبه إلى حد ما الهرم".