رحلت، مؤخرا، الدكتورة وداد سعيد شريكة حياة الراحل الدكتور رشدى سعيد العالم الجيولوجى الكبير، والتى كانت تعمل أستاذة للفلسفة بالجامعة الأمريكية سابقا، وذلك عن عمر ناهز الـ 96 عاما.
وتوفيت الدكتورة وداد سعيد (1925 - 2021) فى مدينة واشنطن، والتى أمضت أكثر من ثلاثين عاماً فى التدريس، إلى جانب انخراطها فى الشأن العام مع زوجها رشدى سعيد الذى رحل سنة 2013، تاركاً عشرات المؤلّفات فى علم الجيولوجيا.
بدأت سعيد، التى وُلدت فى محافظة أسيوط، عملها مدرّسة بـ"الجامعة الأميركية" فى القاهرة عام 1951، لكنها غادرت مصر سنة 1981 عقب إصدار الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات أمراً باعتقال زوجها رشدى سعيد ضمن قائمة ضمت 6351 شخصية من مختلف التيارات السياسية، الإسلامية واليسارية.
بعد رحيل السادات وصدور قرار بالإفراج عن جميع المعتقلين، استطاع الزوجان العودة إلى مصر، بحسب ما يقول الكاتب المصرى لويس جريس، وكان يتخلّل تلك الزيارات لقاء عدد من الأصدقاء وزيارة مواقع فى الصحراء المصرية كانت ميداناً لبحوث شكرى التى ضمّنها فى كتابه "نهر النيل.. نشأته واستخدام مياهه فى الماضى والمستقبل".
ونشر الكاتب المصرى توماس جورجسيان على صفحته فى فيسبوك منشوراً يقول فيه إن "الدكتورة وداد كانت وظلّت خلال سنوات عمرها ورحلتها مع الحياة، المرأة المصرية القوية وشريكة الحياة الصامدة والأكاديمية العالمة والأم العظيمة والجدّة الحنونة... وأظهرت فى أدوارها العديدة وأينما كانت شخصيتها المستقلّة وعزيمتها الصلبة وخبرتها العميقة بالحياة والبشر.. ومواقفها الإنسانية وآراءها الجريئة".
ويضيف جورجسيان: "بما أننى صرت صديقاً وتلميذاً مقرّباً للدكتور رشدى سعيد، ومن ثَمّ اقتربت وتواصلت مع الدكتورة وداد والعائلة: الابن كريم والابنة سوسن، والأحفاد والأحباب والأصدقاء على مدى الثلاثين السنة الماضية، فإن المرأة القوية والأم العظيمة والأستاذة العالمة كانت حاضرة".