المعروف عن الفنانة منيرة المهدية (1885- 1965) أنها السلطانة فى عالم الغناء وملكة المسرح فى زمانها، وقد قدمت العديد من الأدوار المسرحية الشهيرة، لدرجة أنها قدمت أدوارا ذكورية منها دور "أنطونيو" فى مسرحية كليوباترا.
ونشاهد لها اليوم صورة لشخصية رجل أفندى، ومن غير المعروف إن كانت هذه الشخصية قد قدمتها فى عمل مسرحى أو بشكل شخصى، خاصة أنها علقت على الصورة تقول "أردت أن أرى نفسى بملابس أفندى لأطمئن نفسى على مستقبلى إذا أصبحت رجلاً لا سمح الله"، والصورة نشرتها مجلة الكواكب فى سنة 1954 تحت عنوان "ألبوم الذكريات".
بدأت منيرة المهدية حياتها الفنية كمطربة تحيى الليالى والحفلات فى مدينة الزقازيق، وذات يوم شاهدها أحد أصحاب المقاهى الصغيرة فى القاهرة، فأعجب بجمال صوتها واستطاع إقناعها بالسفر إلى القاهرة عام 1905.
وفى القاهرة ذاع صيتها ولقبت بسلطانة الطرب، وافتتحت ملهى خاصًا بها أطلقت عليه اسم "نزهة النفوس" تحول إلى ملتقى رجال الفكر والسياسة والصحافة بفضل ما كانت تتمتع به من شخصية قوية وقيادية وفى صيف 1915 وقفت منيرة المهدية على خشبة المسرح مع فرقة عزيز عيد، لتؤدى دور "حسن" فى رواية للشيخ سلامة حجازى، فكانت بذلك أول سيدة مصرية تقف على خشبة المسرح وهذا ما زاد الإقبال على المسرحيات وأصبحت فرقة عزيز عيد تنافس فرقة سلامة حجازى.
أجرت سنة 1919 جولة فنيّة دامت 3 سنوات، قدّمت خلالها حفلات غنائية فى بلاد عديدة، لبنان والعراق وسوريا وتركيا وإيران وفلسطين وليبيا وتونس والمغرب، لكن بعدما علت مكانة أم كلثوم تراجعت مكانة منيرة المهدية.