العادل زين الدين كتبغا المنصورى "1245ــ 1302"، حكم مصر فى الفترة من 1294 حتى 1296، واليوم تحل ذكرى توليه الحكم ليصبح عاشر سلطان للدولة المملوكية، وذلك بعد رحيل السلطان قلاوون، واغتيال نجله السلطان خليل عام 1293، لينصب أخيه الأصغر الناصر محمد سلطانا على البلاد، وكتبغا نائبا للسلطنة، ليكون بذلك هو الحاكم الفعلى للبلاد، والأمير سنجر الشجاعى، قبل أن يتخلص منه بعد حصار للقلعة بمساندة المماليك البرجية، حيث كان الناصر محمد لم يتعد التاسعة من عمره، حيث تم خلعه وتنصيب العادل زين الدين كتبغا.
وخلال حكم العادل زين الدين كتبغا المنصورى شهد عصره العديد من الأحداث ولكن كانت أغربها نقوده، حيث فى عهد السلطان كتبغا ولأول مرة يحدث فى مصر تقرر أن يتم وزن الفلوس قبل دفعها فأصبحت قيمة الفلوس فى وزنها وليس فى عددها.
وقد نقشت على نقود كتبغا أسماؤه وألقابه كما يلى: السلطان الملك العادل زين الدنيا والدين المنصورى قسيم أمير المؤمنين، السلطان الملك العادل ناصر الأمة المحمدية زين الدنيا والدين، السلطان الملك العادل، الملك العادل. ويقصد بالمنصورى انتماؤه لأستاذه المنصور قلاوون ويقصد بأمير المؤمنين الخليفة العباسى الذى كان يقيم فى القاهرة.
يذكر أن كتبغا المنصورى جاء إلى مصر جنديا فى جيش مغول فارس "إلخانات" الذى جاء لغزو المشرق العربى، وخلال معركة حمص الأولى وقع أسيرا فى يد الجيش المملوكى، وذلك فى ديسمبر عام 1260، عندما جاء إلى مصر اشتراه وأعتقه الأمير قلاوون، بعدما جعله من مماليكه، وأنعم عليه بعدها بالإمارة، ولكن بعد ذلك تم خلع كتبغا المنصورى من قبل عدد من أمراء المماليك بقيادة حسام الدين لاجين، حيث كان عائدا من بلاد الشام، فقابله الأمراء فى الطريق، وعندما قتل حارسه هرب كتبغا، ولم يتمكن الأمراء من اللحاق به.