يعد موقع منف وجبانتها واحدًا من أهم مواقع التراث العالمى على مستوى العالم، وكانت منف العاصمة المصرية على مدار عدة أحقاب تاريخية منذ عصر الدولة القديمة، ثم فترة من عصر الدولتين الوسطى والحديثة، والعصر المتأخر، وأيضًا خلال بداية عصر الإسكندر الأكبر، وتحتوى مدينة منف على الهرم الأكبر للملك خوفو الذى يعد الأعجوبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة.
وهرم خوفو (2589-2566 ق.م)، مع ارتفاعه الأصلى البالغ 146.5 م، أطول مبنى فى العالم طيلة 3800 عام، كما لا يزال عجيبة من عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم والباقية حتى الآن، وقد استغرق بناء الهرم ما بين 10 إلى 20 عامًا، وحتى اليوم، ليس لدينا معلومات مؤكدة حول الطريقة التى بنى بها الهرم الأكبر.
بنى الهرم الأكبر من الحجر الجيرى المحلى فى حين كان مغطى قديماً بالكامل بكساء من الحجر الجيرى عالى الجودة، وقد تم جلب أحجار الكساء من محاجر طرة عن طريق مراكب تصل حتى الهرم. ويضم الهرم من الداخل ثلاث حجرات دفن، أحدها مقطوعة أسفل الصخر السفلى، واثنتان على ارتفاع داخل المبنى نفسه، وهو أمر ينفرد به هرم خوفو لا يمتلكه هرم آخر، ويمكن للزائر رؤية التابوت الذى كان يرقد فيه الملك خوفو بالحجرة العلوية المعروفة باسم حجرة الملك، حيث يمكن الوصول إلى هذه الحجرة من خلال البهو العظيم وهو ممر ذا سقف متدرج مهيب الحجم يعتبر تحفة فى الهندسة المعمارية القديمة.
كذلك تتضمن منطقة منف الأثرية 38 هرمًا فى الجيزة وسقارة وأبو صير ودهشور، وأكثر من 9000 أثر ومقبرة من فترات مختلفة منذ عصر الأسرة الأولى حتى العصر اليونانى الرومانى، حسب ما ذكرت وزارة السياحة والآثار، وتنقسم منف كموقع أثرى إلى سبعة أقسام إدارية هي: أبو رواش، والجيزة، وزاوية العريان، وأبو صير، وسقارة، وميت رهينة، ودهشور، تم تسجيل موقع منف وجبانتها على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمى فى العام 1979م.