يعتبر إبراهيم عبد المجيدالكتابة عملية معقدة، ولا يعنى الكاتب الكبير أنها معقدة فى حد ذاتها كفعل، بل يرى أن ما ورائها هو المعقد بحكم كونه مجموعة من العناصر التى تضافرت من واقع الإنسان ووعيه وظروفه ومعطيات بيئته لتنتج فى النهاية ذلك الكاتب أو ذاك.
ويقول إبراهيم عبد المجيد فى تعريفه لما وراء الكتابة فى الكتاب الذى خصصه للحديث عن تجربته الإبداعية والحائز على جائزة الشيخ زايد للكتاب: "ما أقصده ما هو الأسباب التى أدت أو دعت إلى كتابة هذه القصة، أو هذه القصيدة وما هو المجهود العقلى، والعملى الذى بذله ليصل إلينا فى النهاية بهذه القصة أو تلك على النحو الذى وصلت به إلينا".
ويعتبر إبراهيم عبد المجيد روايته المسافات فارقة فى مسيرته إذ يقول فى كتاب "ما وراء الكتابة: تجربتى مع الإبداع": "رواية المسافات إحدى العلامات الفارقة فى مسيرتى، وفى حياة الكاتب عموما علامات فارقة بعضها محسوس ملموس وبعضها خفى يحتاج إلى تدقيق ودراسة".
ويروى الكاتب الكبير ما وراء كتابة هذه الرواية التى يرى أنها أعتقته من الالتزامات الحزبية والإيدلولوجية معتبرا إياها "رواية الحرية" بالنسبة إليه حاكيا قصة لقائه الأديب عبد الوهاب الأسوانى واعترافه له بأنه عضو فى الحزب الشيوعى المصرى، ويتذكر ما قاله الأسوانى الذى أخبره برأيه بمنتهى الصدق فقال له: لم تخلق لمثل هذا يا إبراهيم.. الفن أبقى".
كما يقول إبراهيم عبدالمجيد إنه بعد هذا الحوار خرج من الحزب الشيوعى المصرى وعاش للفن فقط بعيدًا عن أى التزام حزبى وأيدولوجى فبدأ يكتب رواية المسافات عام 1977.
ويتذكر قائلا: "فى الليلة ذاتها التى قررنا فيها الخروج من الحزب الشيوعى أمسكت بالقلم وشرعت فى كتابة روايتى المسافات، اندفعت اكتب بعض ذكريات الطفولة، فى أى كهف مسحور كانت هذه الذكريات مدفونة".
ويضيف: "قد يجهد الباحث نفسه بحثا عن الأصول الأسطورية أو حتى الفولكلورية لأساطير وحكايات هذه الرواية، لكنى أقول لا تجهد نفسك، ربما مرة أو مترين قد تجد أثرا لقراءاتى فى الفلكلور، لكنى فى الحقيقة صرت صانعها".