تمر، اليوم، الذكرى الـ207 على رحيل الأديب الفرنسى ماركيز دى ساد، إذ رحل فى 2 ديسمبر عام 1814، وهو أرستقراطيا ثوريا فرنسيا وروائيا، كانت رواياته فلسفية وسادية متحررة من كل قوانين النحو الأخلاقى، تستكشف مواضيع وتخيلات بشرية دفينة مثيرة للجدل وأحيانا للاستهجان في أعماق النفس البشرية من قبيل البهيمية.
خلد الماركيز دى ساد اسمه بالعنف والمجون وارتكاب كل الآثام واسمه بالكامل "وناتا ألفونس فرانسوا دى ساد"، فهو ذهب إلى جعل العنف ضد النساء مذهبا، فقد استأجر النساء ليمارس عليهن أساليب تعذيبه.
نظرًا لحياته العسكرية التى تدرج "ماركيز" خلالها، تلقى الشاب من أبيه أمرًا عسكريًا بالزواج من شقيقة الفتاة التى أحبها وأرادها زوجة، ولم يكن للشاب أن يرفض أمرًا لأبيه فغُلب على أمره وتزوج من الفتاة التى لم يشعر نحوها بأى لطفٍ.
ولم يمض على زواجه إلا أسابيع قليلة حتى انتقل إلى السجن لأول مرة فى حياته بتهمة التعدى على فتاة فى بيت آخر أعده للهو والمرح، وهناك فى السجن فضّل العيش فى كنف الوحدة والظلام والفقر على العيش مع زوجة لا يحبها.
أما زوجته وشقيقة حبيبته غفرت له خطيئته مع الفتاة الأولى، كما غفرت له علاقته بأختها، لكنها عندما تلمست حركة فى بطنها وظنت أنها ستلد، انطلقت لتزف إليه البشرى، وعندما وصلت إليه اكتشفت أنها لم تتلمس بطنها هى وإنما بطن الخادمة، وجعلت تلك الخطيئة الزوجة تنضم إلى معسكر أمها ورجال البوليس والقضاء ضد زوجها.
قضى الماركيز دى ساد حياته فى إطار غريب، كانت نهايته فى السجن أيضًا، بعدما سجن فى مصحة "شارنتون"، بعدما وضعه وزير الداخلية فى غرفة منعزلة، ومنع تزويده بالحبر والورق، إلى جانب ضجره بتحقيقات المسئولين الحكوميين لدرجة أن "نابليون" رأى وجوب استمرار عزله فى المصحة، فتدهورت صحته للغاية، ومات فى 2 ديسمبر 1841.
كان "ماركيز" يكره حماته، وكانت هي تكرهه أيما كره، وكان يكره أمه كذلك، بل يكره كل أم وكل امرأة، لأن كل النساء أمهات، وكلهن عنده بلا حنان أو عطف، وكان يهرب من أمه وصورتها وصوتها، وكذلك فعل مع حماته، تلك التي استطاعت بمالها أن تقضي على مستقبله وماضيه وأدبه وفنه، واستدعت له رجال البوليس والقضاء، كما ألقت به في السجن ومزقت أوراقه وعدمت مذكراته، ولم تمت إلا بعدما استراحت إلى مصيره في مستشفى الأمراض العقلية.
ولهذا صورها في أقبح المواضيع، فهتك عرضها في كتاباته، وحطم قلبها، وأضحك عليها الأدب، وكان يطلب إلى زوجته عندما تزوره في السجن أن تبلغ أمها أخلص احتقاره.