يصدر قريبًا ديوان "كالذى جرب الطريق" للشاعر حسن عامر، وتصميم غلاف للفنان ضياء إبراهيم، والديوان تنوعت القصائد فيه بين العمودي والتفعيلة والمقاطع الصغيرة ولم تخل القصائد من روابط درامية، ليكون الديوان حالة واحدة موزعة على عدة غنائيات ومقاطع.
في قصائد ديوانه الجديد يكمل حسن عامر التغني بالعزلة في ملمح صوفي ضفره بالكلمات لتناقش العديد من الأمور التي تؤرق الذات الشاعرة، فالشاعر هنا يستخدم اللغة كأن اللغة ليست فقط أداة للوصول وإنما حامل للرؤية، ويكمل سياق مشروعه الذي بدأ مع ديوانه الأول قيلولة الراعي.
ويستمر عامر في سرد هموم من خلال قصائد موجزة تساند رؤية كلية للشاعر.
ومن قصائد الديوان يقول حسن عامر:
مقاطع
(١)
العزلةُ عَدَمٌ يتثاءبُ
وخرابٌ نائمْ
العزلةُ حِبْرُ الأسماءِ الأولى
وزجاجةُ أسرارِ العالمْ.
(٢)
ليسَ زمانًا
بَلْ حجرٌ أُلْقِيَ بِمَهَارَةِ صيَّادٍ
واصطدمَ برأسي
هذا وافِرُ إيماني
بَلْ أولُ يأسي.
(٣)
تعبتُ من تصنُّعِ انتباهي
وراعني خيالُ صورتي على المياهِ
وعَشَّشَ السؤالُ في شفاهي
فَدَاوِني إلَهي
فداوِني إلهي…
(٤)
بلادي ..
تذكرتُها في عيونِ المسافرِ ليلًا بكيتُ
وكانتْ لرغبتها في الرحيلِ انْتَهَتْ وانتهيتُ
تذكرتها؛
فانحنى الدمعُ مُسْتَسْلِمًا وانحنيتُ
بلادي التي ما اكتفتْ من بكائي
ومن حزنها ما اكتفيتُ
…….
لهم ما ليس لي من هذه الدنيا
وللأشياء فتنتها
ولي ما بينَ كرسيين في المقهى
ولي صمتي
ولي أن أتركَ الأبواب مشرعةً
ولي ألا أسمِّيَ موضعًا
بيتي
ولي حجر من الأحزانِ أشحذ فوقه صوتي
ولكني أجرب مرغمًا موتي
أما عن حسن عامر فهو شاعر مصري صدرت له العديد من الدواوين الشعرية منها ديوان "أكتب بالدم الأسود" وديوان قيلولة الراعي الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.