تمر اليوم الذكرى الـ890 على وفاة الشاعر والفيلسوف المسلم عمر الخيام، إذ توفى فى 4 ديسمبر من عام 1131م، عن عمر يناهز 83 عامًا، عالم فلك ورياضيات وفيلسوف وشاعر فارسى مسلم، ويذهب البعض إلى أنه من أصول عربية.
ورغم أنه "علامة الزمان" كما أطلق عليه لعمله الواسع في الرياضيات والفلك والفيزياء وغيرها من العلوم، فإن شهرته التي ذاعت وروج لها المغرضون من أهل الغرب وسار وراءهم بعض أهل الشرق من المسلمين هي في الفلسفة والشعر الماجن. وهو من ذلك براء، إذ كانت للخيام تأملات في الوجود والكون والحياة، وكتب في الفلسفة، إضافة إلى زهده وورعه وتقواه، إلا أنه بعد وفاته بقرنين تقريبًا ظهرت في أوروبا رباعيات من الشعر الماجن نسبت إليه، ووضع الشاعر الإنجليزي إدوارد فيتزجرالد كتاب "أشعار عمر الخيام" في عام 1589م.
وجند العشرات من أساتذة الأدب في الجامعات الإنجليزية لنشر هذا الشعر الملفق، الذي نسبه إلى العالم المسلم عمر الخيام، وهو شعر في مجال الخمر والإباحية.
يقول المفكر الإسلامي الراحل أنور الجندي: المراجعات الدقيقة التي أجريت منذ اللحظة الأولى كشفت عن أن فيتزجرالد حين وصلته المخطوطات الفارسية والهندية لم تكن بالوضوح الذي يمركزها كلها حول عمر الخيام. كما أن هناك أخطاءً بالغة في الترجمة، وهناك إشارة واضحة إلى سوء نية فيتزجرالد الذي استوحى النصوص ولم يترجمها، ما يؤكد الدس على عمر الخيام.
وزعم المستشرق الروسي زوكوفسكي أن 82 رباعية متداولة من أشعار الخيام ليست له، وإنه لم يبق إلا القليل منها، وتجدد الجدل عقب غناء كوكب الشرق من أشعار عمر الخيام، خرج البعض حينها ليشكك في نسب الكلمات لعمر الخيام، وبرروا أن أحمد رامي أعاد صياغة كلمات الخيام لتناسب أم كلثوم، وخلال السنوات الأخيرة أعاد الروائى الكبير الدكتور يوسف زيدان الجدل بشأن الرباعيات، إذ قال إن بعض الرباعيات نسبت إلى الخيام بعد وفاته بفترة زمنية.
رغم الجدل حول الرباعيات إلا أنه لم يتأثر انتشارها أو وقعها عند المتلقين لأهميتها، وهنا نذكر أن أشعار عمر الخيام ترجمت إلى لغات عديدة، وأبرز من ترجمها إدوارد فيتزجيرالد، الشاعر الإنجليزي، الذي ترجم أكثر من 70 قصيدة، وأسس نادي الخيام في لندن، وكان السبب الرئيسي في ترجمة الأشعار إلى لغات عديدة عقب ترجمته إياها من الفارسية إلى الإنجليزية.