تنظم جمعية الشبان المسيحية، بمقرها بشارع الجمهورية بوسط البلد، ندوة لمناقشة رواية "حانة الست" الصادرة مؤخرًا عن دار "أقلام عربية " للكاتب الروائي محمد بركة، وذلك في السادسة والنص مساء الثلاثاء المقبل، ضمن فعاليات الصالون الثقافي للجمعية. يناقش العمل الكاتبة سلوى بكر والكاتبان الصحفيان نبيل عمر وأنور عبد اللطيف ويدير اللقاء الكاتب الصحفي فايز فرح.
وتتناول "حانة الست" المسكوت عنه في حياة سيدة الغناء العربي أم كلثوم عبر وقائع وأحداث ومشاعر وانفعالات غير معتادة لدى مؤرخي سيرة كوكب الشرق مثل علاقتها السيئة بوالدها الشيخ إبراهيم البلتاجي وضغوط المجتمع الذكوري التي تعرضت لها وضعفها التاريخي تجاه بنات الطبقة الأرستقراطية الراقية ومعاناتها من التنمر والاضطهاد على يد شيخ الكُتاب عبد العزيز، فضلا عن تلاعبها بالعديد من الرجال و الملحنين و الشعراء بهدف بلوغ المجد وكذلك تكون ما يشبه "عقدة نفسية" لديها بسبب تنكرها في زي رجل وطمس أنوثتها حتى ما يقرب من الثلاثين من العمر.
ويشير المؤلف محمد بركة إلى أنه صاغ هذا العمل بخياله استنادا إلى "وقائع مغيبة وحقائق منسية" وردت في بعض المصادر والمراجع التاريخية التي تمت الإشارة إليها بنهاية الرواية.
ومن أجواء الرواية نقرأ: لي عنق غليظ، أكثر غلظة مما تظنون.
سمرة بشرتي تفاجئ كثيرين من جمهوري حين يطالعون صوري القديمة بعد معالجتها بالألوان. صوتي يقع في المنطقة الوسطى بين الذكورة والأنوثة. هل هذا هو السبب في فرادته الاستثنائية كنسخة وحيدة اكتفى بها الله فلم يكررها حين رآها شيئًا حسنًا؟
كفي رجولية ضحمة وأصابعي لم تُوهب طراوة بناتكم الحسان.
هذا صحيح... صحيح تمامًا.
أنا ابنة الفلاحين المعدمين التي لم تحصل على شهادة دراسية واحدة، تدهورت غدتي الدرقية فصار جفني يليق بساحرة تسكن المقابر. وحين ارتديت نظارتي السوداء صباح مساء، طبعت واحدة من أعجب الصور النمطية لعجوز لا يوجد ما يثبت أنوثتها سوى خانة "النوع" في بطاقة الهوية.
اسمي مركب، يقع في منطقة محايدة تتجاوز التصنيف التقليدي. "أم" تعني أنني صرت رسميًّا من ذوات تاء التأنيث، أما "كلثوم" فتعني أن ذكرًا ما أحمله على ظهري في الحِل والترحال".