وقعت أحداث عدة فى التاريخ الإسلامى، منها المرتبط بالأوبئة مثل مرض الطاعون الذى كان ينتشر كثيرًا فى العصور الوسطى من العالم، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة أربع عشرة ومائة":
فيها غزا معاوية بن هشام الصائفة اليسرى، وعلى اليمنى سليمان بن هشام بن عبد الملك، وهما ابنا أمير المؤمنين هشام.
وفيها التقى عبد الله البطال وملك الروم المسمى فيهم قسطنطين، وهو ابن هرقل الأول الذى كتب إليه النبى ﷺ فأسره البطال، فأرسله إلى سليمان بن هشام، فسار به إلى أبيه.
وفيها عزل هشام عن إمرة مكة والمدينة والطائف إبراهيم بن هشام بن إسماعيل، وولى عليها أخاه محمد بن هشام، فحج بالناس فى هذه السنة فى قول.
وقال الواقدى وأبو معشة: إنما حج بالناس خالد بن عبد الملك بن مروان، والله أعلم.
ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائة
ففيها وقع طاعون بالشام.
وحج بالناس فيها محمد بن هشام بن إسماعيل وهو نائب الحرمين والطائف.
ثم دخلت سنة ست عشرة ومائة
ففيها غزا معاوية بن هشام الصائفة.
وفيها وقع طاعون عظيم بالشام والعراق، وكان معظم ذلك فى واسط.
وفى المحرم منها توفى الجنيد بن عبد الرحمن المرى أمير خراسان من مرض أصابه فى بطنه، وكان قد تزوج الفاضلة بنت يزيد بن المهلب فتغضب عليه أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك فعزله وولى مكانه عاصم بن عبد الله على خراسان، وقال له: إن أدركته قبل أن يموت فأزهق روحه.
فما قدم عاصم بن عبد الله خراسان حتى مات الجنيد فى المحرم منها بمرو.
وقال فيه أبو الجويرية عيسى بن عصمة يرثيه:
هلك الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام
أصبحا ثاويين فى بطن مرو * ما تغنى على الغصون الحمام
كنتما نزهة الكرام فلما * متَّ مات الندى ومات الكرام
ولما قدم عاصم خراسان أخذ نواب الجنيد بالضرب البليغ وأنواع العقوبات، وعسفهم فى المصادرات والجنايات، فخرج عن طاعته الحارث بن سريج فبارزه بالحرب، وجرت بينهما أمور يطول ذكرها، ثم آل الأمر إلى أن انكسر الحارث بن سريج وظهر عاصم عليه.
قال الواقدى: وفيها حج بالناس الوليد بن يزيد وهو ولى الأمر من بعد عمه هشام بن عبد الملك أمير المؤمنين .