تمر اليوم ذكرى تمكن المغول من السيطرة على كييف، وهو ما يعرف بحصار كييف، وذلك خلال الفترة بين 28 نوفمبر و6 ديسمبر 1240، وأسفر عن انتصار المغول، لقد كانت ضربة معنوية شديدة وهزيمة عسكرية لهاليتش فولينيا وسمحت لباتو خان بالتقدم غربًا إلى أوروبا.
وكانت بداية الغزو المغولى قد بدأت أواخر عام 1237م، بغزو إمارة ريازان فى شمال شرق روسيا، ثم فى 1238 ذهب المغول إلى الجنوب الغربى ودمروا مدن فلاديمير وكوزلسك، وفى عام 1239، ثم وضع أنظارهم فى مدينة كييف.
وعندما أرسل المغول العديد من المبعوثين إلى كييف للمطالبة بالخضوع، تم إعدامهم من قبل مايكل من تشيرنيجوف وبعد ذلك دميترو.
وفى سنة 1239 قام المغول بغزو جديد هزمت شعب الكومان، حيث استولوا على مدينة كييف بعد حصار قصير فى ديسمبر 1240، وقتل سكان كييف بوحشية مثل سائر المناطق التى احتلها المغول، ومر بالمنطقة مبعوث البابا (جيوفانى دو بيانو كاربيني) بعدها بست سنوات ولاحظ: "عندما مررنا بهذه الأرض، صادفتنا جماجم وعظام موتى ممددة على الأرض، كانت كييف مدينة كبيرة كثيفة السكان، لكنها الآن شبه خاوية".
انطلق الجيش المغولى من كييف عبر جاليسيا وبودوليا إلى أوروبا الشرقية، ثم اتجه جزء من الجيش إلى الشمال الغربى وهاجم بولندا، زاحفًا عبر بوهيميا ومورافيا ليهاجم المجر. وفى الوقت نفسه اتجه جزء آخر من الجيش جنوبًا وهاجم ترانسلفانيا ومولدافيا ووالاشيا. كانت المجر الهدف الرئيسى للمغول بسبب أراضيها العشبية، التى عدّها المغول قاعدةً ممتازة لخيولهم، لتنطلق منها لمهاجمة أوروبا الغربية.
ولاحق جيش مغولى آخر ملك المجر (بيلا) إلى كرواتيا، واستولى فى طريقه على مدينة زغرب، ثم اتجه إلى البوسنة وألبانيا وأخيرا إلى بحر قزوين وسراى، التى ستصبح فيما بعد عاصمة دولة المغول فى الشمال، أو ما يُعرف بالحشد الذهبي، وتراجعت القوات المغولية شمالًا، لا بسبب هجوم من الأعداء بل لأن أخبارًا خطيرة وصلتهم من منغوليا عبر قارة آسيا، وتوفى أوقطاى خان فى 11 ديسمبر سنة 1241، ولا بد من اختيار خليفة له، فى اجتماع تقليدى يضم كل قبائل المغول، يحضره كبار القادة للنقاش والتصويت للخان الجديد.
ربما كانت أسباب أخرى وراء إنهاء الحملة سنة 1242، مثل صعوبة التواصل مع العاصمة المنغولية (قراقورم) لبُعد المسافة، أو أن السهول العشبية المجرية لم تكف لإطعام خيول الجيش المغولى الضخم فترات طويلة.