اختفت النقود الورقية المصرية فئة ربع ونصف الجنيه، بالتدريج، منذ عام 2010، عندما أصدر وزير المالية بطرس غالى حينها، قراراً بإلغائها، وتداول العملات المعدنية بدلاً منها، ليشيع بين الناس استياء بسبب اختفائها.
وبعد غياب خمس سنوات، ظهر الجنيه الورقى مرة أخرى، بعد قرار من طارق عامر، محافظ البنك المركزى المصرى، الشهر الماضى، بإعادة طبع 500 مليون جنيه ورقى، و طرحه للتداول فى شهر رمضان الحالى، بالإضافة إلى دراسة طباعة الـ"نصف جنيه الورقى" مرة أخرى خلال الفترة القادمة .
وهناك جانب طريف فى هذه العودة، يتعلق بالفرعون الشهير رمسيس الثانى، الذى كانت صورة تمثاله موجودة على "النصف جنيه"، وصورة معبده "أبو سمبل" على "الجنيه"، ليكون رجوع صوره للتداول مرة أخرى بمثابة انتصار له يضاف لانتصاراته العظيمة التى حققها خلال حياته.
ويظهر على الجنيه المصرى معبد أبو سمبل الكبير، الذى أصبح بالصدفة البحتة والطريفة، يرتبط بالغياب و الظهور و الاختفاء والرجوع، فبالإضافة إلى عودة العملة الورقة، يشتهر المعبد الذى أمر ببنائه الملك رمسيس الثانى، بمشروع منظمة اليونسكو لنقله حفاظاً عليه من الغرق فى مياة النيل.
"أبوسمبل" يتكون من معبدين وليس معبدا واحدا، الكبير خصص للملك رمسيس الثانى الذى حكم فى الأسرة التاسعة عشر، والمعبد الآخر لزوجته الملكة نفرتارى، واستغرق بناؤهما حوالى 21 عامًا، ويقع المعبدان فى جنوب مصر على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، وعلى بعد نحو 290 كم جنوب غرب أسوان.
وينتظر الناس كل عام، ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى بالمعبد الكبير، مما يجعله أمراً مهمًا ينتظره عشاق المصريات كل عام.
أما العملة الورقية "النصف جنيه"، فيظهر عليها تمثال الملك رمسيس الثانى، وهو شاب، ويحفظ هذا التمثال حالياً فى متحف تورين بإيطاليا، ويشتهر بأنه "تحفة تورينو الساطعة".
و"رمسيس الثانى"، يعد أشهر الفراعنة القدامى وأطولهم حكماً حيث حكم حوالى 67 سنة، ويثار حوله جدلاً كبيراً بين علماء الآثار، فى إثبات إن كان هو فرعون موسى أم لا.
وأشهر ما قام به هذا الملك فى حياته، آثاره وتشييداته الكثيرة فى جميع أنحاء مصر، فضلاً عن قيامه بمعركة قادش الشهيرة ضد الحيثين بالشرق الأدنى القديم فى العام الخامس من حكمه، بالإضافة إلى عقده أول معاهدة صلح مكتوبة فى التاريخ مع الملك خاتوشيلى الثالث ملك الحيثيين فى العام الـ 21 من حكمه.