اعتبرت المستشفيات الأمريكية، خلال الحرب الأهلية الأمريكية ( 1861- 1865) ،المواد الأفيونية من الأدوية الأساسية، واستخدم الأطباء والممرضات الأفيون والمورفين لعلاج آلام الجنود ووقف النزيف الداخلى وتخفيف القيء والإسهال الناجمين عن الأمراض المعدية، لكن أدى ذلك إلى إصابة بعض الجنود بإدمان المواد الأفيونية.
ووفقا لموقع هيستورى، فإن إدمان المواد الأفيونية صار بمثابة تدمير للحياة، بعدما تسببت في إرهاق وهزال المتعاطين، كما كان البعض يموتون بسبب جرعة زائدة، وعلى المستوى الحياتى هدد إدمان المواد الأفيونية المحاربين القدامى في الحصول على معاش تقاعدي.
فى عام 1895، صرح أحد المحاربين القدامى فى الاتحاد، ويدعى تشارلز إل ويليامز، فى طلب إلى منزل الجنود أنه "غير قادر تمامًا على كسب لقمة العيش" لأنه "تعاقد عادة الأفيون أثناء الحرب، وفقا لموقع هيستورى.
وبحلول الوقت صارت أمريكا فى خضم أزمة أفيونية كبرى، كان يغذيها ظهور المورفين القابل للحقن الذى بدأ بعض الأطباء فى استخدامه خلال الحرب الأهلية، وبالطبع.
وهنا وجبت الإشارة إلى أن استخدام المواد الأفيونية له تاريخ طويل فى الولايات المتحدة قبل الحرب الأهلية، فقد كان الأطباء يصفون عادة حبوب الأفيون وlaudanum، والتى كانت عبارة عن مزيج من الأفيون والكحول كمسكنات، وعندما بدأت الحرب، اعتبر كل من الاتحاد والكونفدرالية أنه من المهم تزويد مستشفياتهم بالأدوية، ونصح كتيب طبى من الكونفدرالية بأن "الأفيون هو الدواء الذى لا غنى عنه فى ساحة المعركة - مهم للجراح، مثل البارود فى الذخائر."
بالإضافة إلى الأفيون بدأ بعض أطباء الاتحاد أيضًا فى استخدام حقنة تحت الجلد، وهو اختراع جديد نسبيًا، لحقن مادة أفيونية أخرى - المورفين - مباشرة فى عروق الجنود، حسبما ذكر جوناثان جونز، أستاذ التاريخ فى معهد فيرجينيا العسكرى ومؤلف كتاب "عبودية الأفيون المرتقبة: قدامى المحاربين فى الحرب الأهلية وأزمة المواد الأفيونية الأولى فى أمريكا".