أقيمت ندوة فى معرض للكتاب مقام حاليا بعنوان "الميتا فيرس.. العالم الجديد" مع المهندس الدكتور زياد عبد التواب، مقرر لجنة الرقمنة والبنية المعلوماتية الثقافية، فى المجلس الأعلى للثقافة، وأدارها الدكتور أحمد محمد مرسى، ويأتي ذلك ضمن النشاط الثقافى الذى يشرف عليه أسامة قاسم، المسئول عن النشاط الثقافي والفني.
واستهل الدكتور زياد عبد التواب كلامه بمعنى الميتا فيرس، وأوضح أن الميتا معناها ما وراء أو خلف، وفيرس معناها الكون، فمعنى الكلمتين معا "ما وراء الكون"، ثم نوه إلى مخاطر استخدام الإنترنت التي قد تصل لحد الإدمان، وهذا ما لمسناه عند انقطاع معظم وسائل التواصل الاجتماعى فى الواقعة الأخيرة لمدة 6 ساعات متصلة فى الرابع من أكتوبر 2021.
وأشار زياد عبد التواب إلى أن الأيام القادمة ستشهد طفرة في مجال استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بظهور الميتا فيرس، وتبنى فكرته فى خلق عالم افتراضى ثلاثي الأبعاد، ومثل أى اكتشاف تكنولوجي جديد له ما له وعليه ما عليه، أوضح زياد أهم مميزات الميتا فيرس، ولعل من أهمها أنه يمكن إقامة مؤتمرات في أي بقعة من بقاع العالم ويتفاعل المشاركون تفاعلا حيا باستخدام نظارة ثلاثية الأبعاد وقفازات تنقل مستخدميها إلى تعايش ملموس ومحسوس ومرئى، وكأن المشاركين مجتمعين فعليا في نفس المكان والزمان، على الرغم أنه واقعيا هؤلاء الأشخاص قد تفصلهم مسافات وبلدان متفرقة، ونستطيع أن نقيس على ذلك كيف يمكن لشخص أن يشارك في حفلة غنائية في بلد آخر وهو جالس في منزله بل يمكن أن يكون له مجسما "avatar" بنفس شكله وكيانه حاضرا في الحفلة.
وعبر الدكتور زياد عبد التواب بأن الميتا فيرس تقنية تحمل في طياتها مساوئ لا تحمد عقباها أيضا، حيث إنها قد تعرض الأشخاص لتقليص تعاملاتهم الإنسانية التفاعلية مع الآخرين، وتعرضهم لرغبة لرفض الواقع والبقاء في هذا العالم الخيالى، وذلك لما يجسده الميتا فيرس من عالم افتراضي براق يصعب التخلى عن سحره.
وتفاعل لفيف من الجمهور مع موضوع الندوة، وعلى ضوء ذلك فتح باب المناقشة وكان من أهم الأسئلة التي طرحت من أحد الحاضرين بالندوة سؤاله عن التوصيات الواجب اتباعها لحماية أبنائنا من مخاطر إدمان الإنترنت والميتا فيرس القادمة، مع الوضع بالاعتبار أن تلك الوسائل فرضت نفسها بقوة في بيوتنا ولم يعد بوسعنا التحكم في تقنين استخدامها ورد زياد أنه يجب على الآباء أن يكون لديهم الوعي الكافي في التحكم فيما يتصفحه ويشاهده أبناؤهم من مواقع على الإنترنت، وألا يزيد عدد الساعات اليومية لاستخدامهم للإنترنت عن ساعة واحدة، ويجب أيضا تصحيح المفهوم لديهم بأن ليس كل ما يعرض من معلومات على وسائل التواصل الاجتماعي صحيحة بل قد يكون بعضها مغلوطا.