حمل الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ اسمًا مركبًا فالشائع أنه سمى باسمه تقديرًا من والده "عبد العزيز إبراهيم" للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ، والذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة، لكن هناك رواية أخرى على لسان نجيب محفوظ نفسه، وجاءت في سيرته "الأعوام" وهى أن أمه كانت تريد إطلاق اسم "حافظ نجيب" عليه، لكن بسبب خطأ في الذاكرة، أخذ محفوظ اسم الطبيب، لكن من هو حافظ نجيب الذى ذكره نجيب محفوظ؟
حافظ نجيب هو صحفي ومؤلف مصرى، ولد عام 1883 أى قبل نجيب محفوظ بثمانية وعشرين عاما، كان يتمتع بحس المغامرة وأشتهر بقدراته العالية على التنكر والاحتيال وانتحال الشخصيات وساعده على ذلك إتقانه للإنجليزية والفرنسية والتركية بطلاقة بخلاف اللغة العربية، بالإضافة إلي المهارات والقدرات المختلفة التي أكتسبها طوال حياته، حيث نشأ في بيت جده التركي، ثم ألحقه أبوه بمدرسة عسكرية مجانية، ثم بعثته أميرة روسية إلى كلية سان سير بفرنسا، غير أنه ترك الدراسة وخدم فى المخابرات الفرنسية إبان الحرب العالمية الأولى.
عمل فترة في الجيش التركي بالآستانة، وحين عاد إلى القاهرة عمل مدرساً ثم اتجه إلى الصحافة فأنشأ مجلة الحاوي، واشترك في تحرير مجلة (العلمين)، طاردته الشرطة عدة مرات بسبب جرائم النصب الاحتيال التى كان يرتكيها ولكن كان يفلح في الهروب منهم وكان يستطيع انتحال أي شخصية وصلت إلى حد انتحال صفة المندوب السامي البريطاني وكذلك كأحد أمراء في مصر، واشتهر بأسم «الأديب المحتال» أو "اللص الشريف"
قام حافظ نجيب بتأليف عدة كتب، كما ساهم في ترجمة 8 روايات أجنبية، وانقطع في أواخر أيامه لتدوين مذكراته.
في عام 2002 تم عرض مسلسل مصري (فارس بلا جواد) بطولة محمد صبحي عن شخصية حافظ نجيب وحياته، والتي صورته كأحد رموز النضال والمقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي مستغلال قدرته الهائلة على التنكر وتقمص الشخصيات.
ووفقا لمعجم البابطين للشعراء العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين فإن حافظ نجيب له قصائد ضمها كتاب "حافظ نجيب أو نابغة المحتالين".
له كتاب بعنوان "اعترافات حافظ نجيب" كما ترجم عن الإنجليزية ثماني روايات في المدة ما بين 1915و1922 وهى: "روح الاعتدال" "غاية الإنسان"، "مباهج الحياة" ، "قاضي التحقيق" ، "القطار المفقود"، "موت بيكار"، "إصبع الشيطان" ،"حذاء الميت"، " زواج جونسون"، وهي جميعاً من روايات التسلية، ونشرت نشراً شعبياً، كما أنه له شعرا غير مصقول، لا ينم على قدرة على التأمل، أو خبرة بأسرار النظم، ولكنه يحمل روح التحدي والقدرة على السخرية من كل شيء، وقد تصحّ له لمحات لا تخلو من فن، وفقا لمعجم البابطين.