تمر اليوم الذكرى الـ102 على ميلاد الشاعر الكبير صالح جودت، إذ ولد فى 12 ديسمبر عام 1912، بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وهو واحد من الأدباء المميزين الذين تركوا إنتاجا إبداعيا فى مختلف فنون الكتابة والأدب، فلم يكتف بتقديم لون واحد ولم يضع نفسه فى مكان واحد، فكان صاحب ألف قلم حتى رحيله.
وكان للشاعر الراحل صالح جودت، مواقف مع بعض الكتاب والشعراء، منهم الأديب العالمى نجيب محفوظ.
وقد ذكر نجيب محفوظ، ذكر فى حواره مع الناقد الكبير رجاء النقاش، والذى نشر فى كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" واقعة طريفة جمعته مع الشاعر الراحل صالح جودت، قائلا: "ربما أصعب المتاعب التى واجهتها فى علاقتى مع السلطة هو ما حدث فى بدايات عصر السادات وأقصد هنا تداعيات البيان الشهير الذى كتبه توفيق الحكيم ووقع عليه عدد كبير من الأدباء.. ويتابع "الأشد إيلاما فى نفسى، هو ذلك الهجوم الجارح الذى شنه على كتاب كنت أعتبرهم من الأصدقاء وفى مقدمتهم حسن إمام عمر وصالح جودت".
ولفت قائلا "الطريف أن صالح جودت قبل أن يشن علينا هجومه ببضعة أيام اتصل بتوفيق الحكيم غاضبا، لأن الحكيم لم يطلب منه التوقيع على البيان الذى أثار هذه الأزمة وأنه على حد ما أبلغ به "الحكيم" كان على أتم الاستعداد للتوقيع عليه، ثم انقلب علينا بعد ذلك فسبحان مغير الأحوال".
وبحسب ما ذكره الكاتب الصحفى محمد شعير فى كتابه "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" لا يخلو الأمر من دخول شاعر تقليدى فى حلبة الصراع وهو صالح جودت محرر باب "أدب وفن" فى مجلة "المصور" حيث نشر فى 18 ديسمبر 1959 – أى قبل اكتمال نشر الرواية بأسبوع كامل بالأهرام - رسالة من قارئ يدعى محمد أمين جاء فيها: إن محفوظ فى روايته الجديدة يَحيد ويُجانب كل أصول القصة، فكتابته الأخيرة لا هى رمزية ولا هى واقعية، ولا هى خيال، ولا تنطبق على أى قالب معروف".
وأشار "شعير" إلى هناك اعتقادا بأن صالح جودت نفسه هو من كان وراء الحملة التى شُنت على "أولاد حارتنا" وقد استشعر نعجيب محفوظ نفسه هذا الأمر فكان يُطلق عليه "الشاعر الفسدقى" وأنه أُجبر على معرفته رغما عنه عندما سافرا معا إلى اليمن.