تمر اليوم ذكرى استلام العزيز بالله الخلافة الفاطمية بعد وفاة المعز لدين الله، وذلك فى 12 ديسمبر عام 975م، وهو هو خامس الخلفاء الفاطميين والإمام الخامس عشر من أئمة الإسماعيلية.
وشهدت مصر في خلافة "العزيز بالله" ازدهارا سياسيا واقتصاديا كبيرا، كما شهدت البلاد العديد من مظاهر العمران والنهضة الحضارية، التي شملت الكثير من العلوم والفنون والآداب، ومن أبرز آثاره المعمارية قصر "اللؤلؤة" الذي شيده على ضفاف نهر النيل، فضلا عن مكتبته الضخمة التي أُلحِقت بقصره
وكان "العزيز بالله" موضع احترام وتقدير كبيرين من العالم أجمع لما تمتعت به شخصيته من صفات حميدة كثيرة؛ فقد اشتهر بمكارم أخلاقه، وذكائه وحنكته السياسية، وحبه للعلم والأدب، فكان يشجع دائما العلماء والأدباء، كما كان مثل والده شاعرا مجيدا وأجاد عديدا من اللغات، فضلا عن تمتعه بصفات العفو والتسامح والكرم، ومن أشهر قصائده "ولما رأيت الدين رثت حباله":
وَلَــمَّــا رَأَيْــتُ الـدِّيـنَ رَثَّـتْ حِـبَـالُـهُ
وَأَصْـبَـحَ مَـمْـحُـوَّ الـضِّـيَـا وَالْـمَعَالِمِ
وَأَصْــبَــحَـتِ الْأَغْـنَـامُ مِـنْ كُـلِّ أُمَّـةٍ
تَـسُـومُ عِـبَـادَ اللـهِ خَـزْمَ الْـمَـخَـاطِمِ
وَتَــحْــكُــمُ فِـي أَمْـوَالِـهَـا وَدِمَـائِـهَـا
بِـغَـيْـرِ كِـتَـابِ اللـهِ عِـنْـدَ الـتَّـحَـاكُـمِ
غَـضِـبْـتُ لِـدِيـنِ اللـهِ غَـضْـبَـةَ ثَـائِـرٍ
غَــيُــورٍ عَــلَــيْــهَـا مَـانِـعٍ لِلْـمَـحَـارِمِ
وَسَـيَّـرْتُ نَـحْـوَ الـشَّـرْقِ بَحْرَ كَتَائِبٍ
تَــمُــوجُ بِــأَبْــطَــالٍ رِجَـالٍ قَـمَـاقِـمِ
يَـقُـودُونَ جُـرْدَ الْـخَـيْلِ تَخْطُرُ بِالْقَنَا
وَبِـالْـمَـشْـرَفِـيَّـاتِ الـرِّقَـاقِ الـصَّوَارِمِ
أَنَــا ابْــنُ رَسُـولِ اللـهِ غَـيْـرُ مُـدَافَـعٍ
تَـنَـقَّـلْـتُ فِـي الْأَنْـوَارِ مِـنْ قَـبْـلِ آدَمِ
لِـيَ الـشَّرَفُ الْعَالِي الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ
رِقَــابُ بَــنِــي حَـوَّاءَ مِـنْ كُـلِّ عَـالَـمِ
بِــنَــا فُــتِــحَـتْ أَبْـوَابُ كُـلِّ هِـدَايَـةٍ
وَمِـنَّـا بِـحَـمْـدِ اللـهِ «خَـيْرُ الْخَوَاتِمِ»
فَـقُلْ لِبَنِي الْعَبَّاسِ مَعْ ضَعْفِ مُلْكِهِمْ
بِــأَنَّــهُــمُ أَسْــرَى بِــأَيْـدِي الْأَعَـاجِـمِ
غَـصَبْتُمْ بَنِي الْمَرْوَانِ مَا غَصَبُوهُ مِنْ
مَـوَارِيـثِـنَـا، سُـحْـقًـا لِـظَـالِـمِ ظَـالِـمِ
وَلَـمْ تَـحْـفَـظُـوا فِـيـنَا وَصَايَا مُحَمَّدٍ
وَلَا مَـا ادَّعَـيْـتُـمْ مِـنْ مَنَاسِبِ هَاشِمِ
سَـنُـسْـقِـيـكُـمُ كَـأْسًـا كَمَا قَدْ سَقَيْتُمُ
أَوَائِـــلَـــنَـــا وَاللـــهُ أَعْــدَلُ حَــاكِــمِ