نسج الكاتب الراحل جميل عطية إبراهيم خيوط روايته النزول إلى البحر من عالم خيالي وأسطوري عن مجتمع من ساكني القبور واختلاط حياتهم والتي هي أشبه بالموت بعالم سفلي لا يلتفت إليه أحد حيث تحكي الرواية قصة مجموعة من الناس، بعضهم من ساكني منطقة المقابر، والبعض الآخر من الطبقة المتوسطة.
وقد استطاع جميل عطية إبراهيم فى روايته تجسيد حياة ساكنى منطقة المقابر بدقة شديدة معبرا بطريقة رمزية عن أن سكناهم قرب المدافن جعل حياتهم مختلفة، بل يمكن القول إنها حياة بطعم الموت.
ولد جميل عطية إبراهيم بمحافظة الجيزة في عام 1937، وحصل على شهادات دراسية متباينة، لذلك عمل في عدة مهن، حيث عمل قبل تخرجه من الجامعة كاتب حسابات في مصنع للنسيج في شبرا الخيمة، ومدرس موسيقى للأطفال، وكذلك مدرسًا للحساب والجبر والهندسة للمراحل الإعدادية في مصر ثم بمدرسة الإمام الأصيلي في بلدة أصيلة بالمغرب، وعن هذه التجرية كتب روايته «أصيلا»، وبعد تخرجه من الجامعة عمل مفتشًا ماليًّا وإداريًّا في وزارة الشباب في الستينات، ونشر بعض القصص التي لاقت نجاحًا، ثم انتقل إلى الثقافة الجماهيرية بفضل نجيب محفوظ وسعد الدين وهبة ويعقوب الشاروني، وظل في الثقافة الجماهيرية حتى سفره إلى سويسرا عام 1979، وهناك عمل مراسلا لعدد من الصحف العربية، ثم مترجما بهيئة الأمم المتحدة.
من رواياته النزول إلى البحر، البحر ليس بملآن، أصيلا، شهرزاد على بحيرة جنيف، خزانة الكلام، أوراق 1954.
توفي في العاشر من أبريل عام 2020، عن عمر ناهز 83 عامًا، في دار لرعاية المسنين في مدينة بازل السويسرية، حيث قضى السنتين الأخيرتين في الدار بعد إصابته بمرض آلزهايمر.