نلقى الضوء على كتاب "مقالات فى علم الاجتماع الاقتصادى" لـ ماكس فيبر، وقد حرره ريتشارد سويدبرج، وترجمته إلى العربية ابتسام خضرا، وصدر عن وحدة ترجمان فى المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات.
وتحتوى كتابات ماكس فيبر إحدى أكثر المحاولات تطورًا وجاذبية لإنتاج علم اجتماع اقتصادي، وقد اختار عالِم الاجتماع الاقتصادى وتلميذه، ريتشارد سويدبرج، الأهم من كتاباته الكثيرة وجعلها متاحة أول مرة فى كتاب واحد، فانتظمت مختارات كتابه حول الموضوعات التالية: الرأسمالية الحديثة وعلاقاتها بالسياسة، والقانون، والثقافة، والدين، مع قسم مخصص للأوجه النظرية لعلم الاجتماع الاقتصادي.
وعلى الرغم من أن أعمال فيبر كُتبت قبل نحو قرن، فإنها تحمل خاصية الأصالة الكلاسيكية، وسيجد القارئ فيها أفكارًا اقتصادية عدة لا تزال تنطبق على عالمنا الراهن، منها مناقشة فيبر ما نسميه اليوم "رأس المال الاجتماعي"، وتحليله المؤسسات المطلوبة لتأمين حسن سير الاقتصاد الرأسمالى، ومحاولته الأكثر عمومية لإدخال البنية الاجتماعية فى التحليل الاقتصادى.
ويبين هذا الكتاب أن ما حفّز فيبر على بحثه فى علم الاجتماع الاقتصادى هو الإنجاز الذى يتشارك فيه اليوم اقتصاديون وعلماء اجتماع كثر: يجب أن يتضمن تحليل الظاهرة الاقتصادية فهمًا للبعد الاجتماعى، وبفضل المنهجية التى اتبعها سويدبرج، محرر هذا الكتاب، يكتشف قارئ هذه المختارات الأهمية والصلة الدائمة لمساهمة فيبر فى علم الاجتماع الاقتصادي.
ورتبت المقالات فى الكتاب بحيث يمكن قراءتها مباشرةً وعلى الترتيب، ويمكن أيضًا استخدام هذه المقالات للتدريس بالتسلسل نفسه.
ويتضمن هذا الكتاب مسردًا بمصطلحات فيبر الأساسية فى علم الاجتماع الاقتصادى، وتعرِّف مطالعات القسم الأول، الرأسمالية الحديثة، القارئ برؤية فيبر العامة للرأسمالية الحديثة وأصولها، وتقدِّم أيضًا المؤسسات الاقتصادية الأساسية للرأسمالية.
ويضيف القسم الثاني، الرأسمالية والقانون والسياسة، إلى مادة القسم الأول بالتركيز على العلاقة بين الاقتصاد والسياسة (بما فيها القانون) فى الرأسمالية الحديثة.
ويتابع القسم الثالث، الرأسمالية والثقافة والدِّين، فى الطريق ذاته، بأخذ الظواهر الثقافية، ولا سيما الدينية، فى الاعتبار.
أما القسم الرابع، الجوانب النظرية فى علم الاجتماع الاقتصادي، فهو ذو طبيعة أميل إلى التجريد، ويحتوى مطالعات أصعب.