تمر اليوم الذكرى الـ 727 على استقالة البابا سلستين الخامس من البابوية بعد خمسة أشهر فقط من انتخابه ليعود إلى حياة الزهد والرهبنة، حيث أبدى ميلًا شديدًا إلى الزهد والانعزال، وقد تنازل سلستين الخامس طائعًا عن البابوية بعد بضعة أشهر من توليه الكرسي، ولم يحمل أي بابا بعده اسم سلستين حتى اليوم.
وبالتأكيد لم تكن حالة استقالة "سلستين الخامس" الوحيدة في الفاتيكان، حيث شهد الكرسى البابوى تخلى عدد من البابوات عنه، ولذلك لأسباب مختلفة بعضها صحية وبعضها مثل حالة "سلستين" بسبب ميله لحياة الزهد، حيث أن البابا الذي انتخب في 5 يوليو عام 1294م، شعر بعد توليه المنصب انه ليس الرجل الأصلح لهذه المصلحة، بسبب ضغوط الحكام والملوك الأجانب الذين يرغبون في التدخل في شؤون الكنيسة.
البابا الثانى الذى قرر التخلي عن الكرسى البابوى، كان البابا جريجوري السابع، الذي ترأس الكنيسة الكاثوليكية في روما بين 1406 و1415، وكان ضحية انشقاق كبير في الغرب، حيث انتخب ليعيد البابوية التي انتقلت إلى أفينيون والتي انشقت عام 1378 إلى حضن الكنيسة في روما، ولكن في عهده وبعد المجمع المسكوني في ببزا عام 1409 وبدل أن تجد الكنيسة الكاثوليكية نفسها مع بابوين اثنين صارت مع ثلاث، وهو ما تسبب في عقد مجمع آخر جديد في ألمانيا عام 1414، لوضع حد للانشقاق، وتسبب في رحيل جريجورى السابع الذى تطوع بالتضحية عن منصبه من أجل حل الأزمة.
آخر بابوات الفاتيكان الذين تنازلوا عن مناصبهم كان البابا بنديكتوس السادس عشر، الذى انتخب على الكرسى الرسولى في 19 أبريل 2005، لكنه تخلى عن منصبه بعد 8 سنوات فقط، تحديدا في 28 فبراير 2013 نتيجة تقدّمه بالسن، ليكون أول بابا يستقيل منذ ستة قرون، موضحا أنه سينتقل إلى دير واقع في حدائق الفاتيكان حيث سيتفرغ "للصلاة والتأمل"، محتفظًا بلقب "صاحب القداسة" والثوب الأبيض، كما سيحتفظ بلقب البابا بشكل فخري.