تعد مدينة القاهرة التاريخية من أهم وأكبر المدن التراثيةفى العالم، حيث إنها مدينة حية تتميز بثراء نسيجها العمرانى، بالإضافة إلى تعدد الآثار والمبانى التاريخية بما يعبر عن تاريخ القاهرة الطويل بصفتها عاصمة سياسية وثقافية وتجارية ودينية مهيمنة ورائدة فى الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط.
وحسبما ذكر موقع "وازة السياحة والآثار" فقد أدى موقع القاھرة الاستراتيجى على حافة الدلتا بين نھر النيل شرقاً وجبل المقطم غرباً إلى التفاعل البشرى المستمر مع الموقع، ما أدى إلى تشكيل المستوطنات والمعمار الخاص بالمكان، وخلق مجرى العيون ارتباطاً بين المدينة ونهر النيل، وأسهم فى التعجيل بتطور القاهرة مع إنشاء شبكة من الترع والصهاريج والحمامات والأسبلة، كما أن الميناءين التاريخيين فى بولاق شمالاً والفسطاط جنوباً ساهما فى ربط المدينة بنهر النيل بشكل وثيق، فالتطور التاريخى للتجارة مع أوروبا حسن من أداء ميناء بولاق الواقع شمالاً، بينما حسنت التجارة مع الهند وأفريقيا من أداء ميناء الفسطاط إلى الجنوب، ويظهر ذلك من خلال روائع معمارية.
ولقد كانت الفترة منذ القرن التاسع إلى الخامس عشر المعروفة أيضاً بعصر النهضة الإسلامية عصراً ذهبياً للمدينة، عندما كان للرواد من العلماء والأطباء والفلكيين وعلماء الدين والكتاب تأثيراً قوياً ومكانة كبيرة امتدت لما يتجاوز حدود العالم الإسلامn.
وتعد هذه المدينة نموذجاً متميزاً للمعمار الإسلامى حيث جمعت العديد من الأمثلة المعمارية الفريدة من عصور الأمويين والطولونيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، ونظراً لوفرة وثراء هذا المعمار الذى يزين سماء القاهرة فقد عرفها العلماء والمؤرخون والجمهور باسم "مدينة الألف مئذنة".
تشمل القاهرة التاريخية عدة مواقع تمثل شكلاً فريداً من أشكال الاستيطان البشرى يمزج بين الاستخدامات الدينية والعمرانية السكنية للمكان، وهى: الفسطاط، مصر العتيقة، والمنطقة الوسطى التى تشمل القطائع، والمدينة الملكية الطولونية، ومنطقة القلعة، والدرب الأحمر، والنواة الفاطمية، وميناء بولاق، وجامع الجيوشي.تم إدراج القاهرة التاريخية على قائمة التراث العالمى عام 1979م بناءً على توصية المجلس الدولى للآثار والمواقع (إيكوموس).