تمر، اليوم، ذكرى وصول هولاكو خان إلى معقل الحشاشين في ألموت، والاستيلاء على قلعة النسور، حصن حسن الصباح، زعيم الطائفة، وتدمير قلعته الحصينة، حيث استطاع المغول بقيادة هولاكو القضاء على هذه الطائفة فى فارس سنة 1256م بعد مذبحة كبيرة وإحراق للقلاع والمكاتب الإسماعيلية.
وطائفة الحشاشين هى طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجرى، لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجرى الموافق 11 و13 ميلادى، وكانت معاقلهم الأساسية فى بلاد فارس.
واختلف المؤرخون على أسباب تسمية الحشاشين بهذا الاسم، فعزاه البعض إلى الحشيش الذى كان مقاتلو هذه الجماعة يتعاطونه، أما البعض الآخر، فعزوا التسمية إلى أن الأصل الاشتقاقي لكلمة الحشاشين هو Assassin، أي "القتلة" أو "الاغتياليون" وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم، ويقال أيضاً، إن سبب التسمية يعود إلى كلمة "المؤسسين" نسبة إلى تأسيس قلعة ألموت.
ويعتقد البعض أن لفظ "الحشاشين" جاء من مخدر "الحشيش"، إلا أن النصوص الإسماعيلية لم تشهد بالاستعمال الفعلي للحشيش من قبل اتباع الحشاشين، كما أن المؤرخين الرئيسيين للنزاريين مثل الجويني الذين نسبوا كل انواع الدوافع والمعتقدات لدى الطائفة فانهم لم يذكروهم "بالحشاشين" - المتعاطين للحشيش – كذلك المصادر العربية لم تذكر معنى صريح للكلمة.
الشاعر الفلسطينى حلمى الأسمر فى مقال له بعنوان "أسطورة الفردوس" يرى أن: "التحشيش" ليس بالضرورة أن يكون ناتجا عن تناول الحشيش فعلا، فمن الممكن للمرء أن يدخل في غيبوبة فما يذكر البعض أن الحشيش كان وسيلة تجنيد أتباع الطائفة، حيث كانت لحسن الصباح طريقة غريبة فى تجنيد أتباعه، إذ كان يأخذ الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والعشرين لينشئهم تنشئة عجيبة تعتمد على تخديرهم بمخدر خاص يقال إنه الحشيش، وبعد ذلك يعمد إلى إدخالهم بعد أن تأخذهم السكرة إلى حدائق خاصة أنشأها لهذا الغرض تحتوى على ما لذ وطاب من المأكولات والجوار الحسان، ويخلى بينهم وبينها للاستمتاع فيها، ثم بعد ذلك يعمد إلى إيفاقهم من سكرتهم وإعادتهم إلى حضرته ليطلب منهم بعد ذلك إن أرادوا خلوداً فى الجنة التى أذاقهم جزءاً من نعيمها أن ينفذوا ما يطلبه منهم.