تمر اليوم ذكرى تولى السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون عرش مصر، وذلك فى 18 ديسمبر عام 1347، كسلطان للدولة المملوكية بمصر والشام والحجاز، هو الابن الثامن من أبناء الناصر محمد بن قلاوون، تولى الحكم بعد أخيه المظفر زين الدين حاجى بن الناصر محمد.
وتولى الناصر بدر الدين حسن، بعد شقيقه الملك المظفر سيف الدين حاجي، وكان عمره حين تولى الحكم 13 سنة، ولم يكن له فى أمر المُلك شيئًا لصغر سنه، بل كان الأمر بيد أمرائه.وقام بالوصاية على السلطان حسن الأمير شيخون العمري، وما لبث أن بلغ رشده وصار حاكمًا حقيقيًا له الكلمة العليا.
وترك السلطان حسن، أثرًا عظيمًا وراءه، وهو مسجد ومدرسة السلطان حسن، ويعد المسجد أكثر آثار القاهرة تناسقًا وانسجامًا وشموخًا، ويمثل ذروة نضج العمارة المملوكية، ويتكون البناء من مسجد ومدرسة لكل مذهب من المذاهب الأربعة "الشافعى والحنفى والمالكى والحنبلي".
وكعادة نظام حكم دولة المماليك، لم يكن حظ السلطان حسن أفضل وضعا من أخيه السلطان حسن، فكان مقيد التصرف، فتجمعت السلطة فى يد الأميرين "صرغتمش وشيخون"، وحاول أحد الأمراء الاستعانة بالسلطان لخلعهما والقبض عليهما لكنهما سارعا بالقبض على السلطان وإعادة أخيه الناصر حسن إلى الحكم مرة أخرى سنة 755هـ، ولما تولى الحكم وكان قد صهرته التجارب أصبح سلطانا بلا منازع، وباشر شئون الدولة بنفسه دون تدخل من أحد، وذلك لم يدم طويلا، إذ نازعه مملوكه الأمير يلبغا العمرى الذى نجح فى القبض عليه وقتله فى سنة 762هـ، وكانت مدة ملكه الثانية 6 سنوات و7 أشهر".
وقتل السلطان حسن قبل انتهاء بناء مسجده الموجود بالقلعة، ولم يعثر على جثمانه، الذى اختفى إلى الأبد، وهو ما فسره البعض بأنه تم إلقاءه فى نهر النيل، وقد دفن ولداه فيما بعد فى الضريح الذى بناه فى المسجد خصيصا