تنطلق فعاليات الدورة الحادية عشرة، من مهرجان التحطيب التى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة فى 23 ديسمبر الحالي بقرية المعماري حسن فتحي بالقرنة بغرب الأقصر بعد تجديدها للمرة الأولى.
ويتم حاليًا التجهيز ووضع اللمسات النهائية للمهرجان، وذلك بعد قرار بعودة المهرجان من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، خلال زيارتها الأخيرة لمحافظة الأقصر لمتابعة مشروع إحياء وترميم المبانى التراثية بقرية حسن فتحى التاريخية وهى "المسرح، الخان، والمسجد"، وأعلنت أن عمليات الترميم ستعيد لأحضان القرية مهرجان التحطيب وسمبوزيوم التصوير لنجوم الفن من حول العالم، وتم تحديد يوم 23 ديسمبر الجارى لإنطلاق مهرجان التحطيب من جديد بقلب مدينة الأقصر.
حرصت الهيئة العامة لقصور الثقافة على الحفاظ على مكتسبات وهوية فنوننا الشعبية بإقامة المهرجان القومي للتحطيب بمحافظة الأقصر، مقدمة لعشر دورات، الأولى والثانية منهما أقيما بالمسرح المفتوح بقصر ثقافة الأقصر "القديم" ثم قدمت الثمان دورات الأخرى بساحة أبو الحجاج أمام معبد الأقصر، حيث يشارك في المهرجان لاعبي التحطيب من محافظات "قنا، سوهاج، أسيوط، والمنيا".
وتبدأ حلقات التحطيب عقب صلاة العصر، وتقدم الفعاليات الفنية لفرق العصا ولاعبي التحطيب بعد صلاة العشاء، ويعد المهرجان القومي للتحطيب الأشهر في محافظة الأقصر ويتابعه الآلاف من أبناء المحافظة، ويعد هذا الموعد هو الموعد الرسمي الدائم للمهرجان على مدي دوراته حيث يجتمع فيها الفن مع اللعبة، ليكون مزيجاً تراثيا وثقافيا، يراه الناس ويتفاعلون معه.
لعبة التحطيب والتي يطلق عليها في صعيد مصر "لعبة الرجال"، اللعبة الأكثر انتشارا في احتفالات نجوع وقرى صعيد مصر، وتعد من الفنون القتالية المصرية الموروثة من الحضارة المصرية القديمة، التي سجلت على جدران بعض الآثار فى مصر.
في عام 2016 سجلت لعبة التحطيب في المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وأدرجت إلى قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي.
هناك قواعد راسخة للعبة التحطيب، أثناء اللعب والمبارزة فى الساحات التي يلتف حولها الجمهور ويتوسطهم اللاعبون، وأهم قواعدها الأساسية الأدب والاحترام المتبادل بين لاعبيها، حيث يبدأون بإلقاء التحية فيما بينهم، ثم إشارة الانطلاق للبدء بين طرفي اللعبة على قرع الطبول ونغمات آلات الموسيقى الشعبية كالمزمار، وقبضة يد المحطب على العصا وقدرته على التحكم فيها أثناء اللعبة دليل على مهارته في فن اللعبة، ومن قواعدها أيضا النخوة والمروءة واحترام كبار السن.
ولعبة التحطيب لعبة شعبية ليس فيها الفوز والخسارة بالمعنى الحرفي أو المعروف، والانتصار فيها يكون بإحراز ما يسمى بـ"الباب" وهو أن يوصل أحد اللاعبين ضربة إلى الآخر أو على الأقل يكتفي بأن يشير إلى المكان دون ضربه، ونلاحظ أن اللعبة لا تتم إلا بالإشارة حتى لا تصل إلى القتال الحقيقى.