تمر اليوم الذكرى الـ178 على نشر الإصدار الأول من ترنيمة عيد الميلاد، وهى رواية قصيرة لتشارلز ديكنز، وذلك فى 19 ديسمبر من عام 1843م، وقد لاقت استحسان القراء والنقاد، وهى تروي هذه الرواية قصّة الرجل المسن البخيل إبنزر سكروج، إذ يزوره شبح شريكه السابق في العمل جاكوب مارلي وأرواح عيد الميلاد الماضي والحاضر والآتي. يتحوّل سكروج إلى رجل طيّب ولطيف بعد زيارتهم.
الطريف أنه لا يمضي عيد الميلاد إلا وتعرض "ترنيمة عيد الميلاد" على بعض مسارح الولايات المتحدة الأميركية. يحتفي مسرح "جودمان" في شيكاغو بإحيائها، لكن فرقا عديدة أخرى في مختلف أرجاء الولايات المتحدة وبريطانيا تقدم المسرحية المقتبسة عنها بأشكال عديدة.
وتعتبر روايات تشارلز ديكنز من أكثر الأعمال الأدبية إلهاماً لكتاب السيناريو والمخرجين، بحيث أنتجت من رواياته الشهيرة عدة أفلام، حصد عديد منها نجاحاً فائقاً، من إبداعات ديفيد لين إلى روبرت زيميكس.
نشر الإصدار الأول من الرواية في 19 ديسمبر، ونفذت جميع النسخ في عشية عيد الميلاد، نشر 13 إصدارًا آخر مع حلول نهاية عام 1844. قيّم النقّاد الرواية بشكل إيجابي، نسخت الرواية بصورة غير مشروعة في شهر يناير من عام 1844؛ اتخذّ ديكنز إجراءات قانونية ضد الناشرين، لكنّه أفلس وعانى من تدنّي في أرباح النشر القليلة.
في ذلك الحين كان ديكنز دائم الإفلاس رغم نجاح عدد من الكتب التي كان قد أنجزها وصدرت إما في مجلدات مستقلة أو على حلقات في الصحف، ومن هنا كان الإغراء كبيراً حين عرضت عليه دار النشر التي يتعامل معها "تشابمان إند هال" مبلغاً لا بأس به مقابل ذلك العمل أصر هو على أن يزاد إلى 300 جنيه إسترليني آنذاك. لكنه اعتبر الأمر مجرد سخرة ونوعاً من كسب العيش. وهو لامتعاضه يومها، لم يتوان عن المجيء إلى أبيه كي يساعده فيُملي عليه تعديلاته على النص الأصلي فيما يكتب الأب ما يمليه الابن.