تمر اليوم الذكرى الـ218 على الفرنسيون يسلمون نيو أورلينز ولويزيانا إلى الولايات المتحدة التي قامت بشرائها، وذلك 21 ديسمبر عام 1803، هي مدينة أمريكية، وأكبر مدن ولاية لويزيانا. تقع في جنوب شرق الولاية. مساحتها 907 كم.
تأسست المدينة في مايو 1718، على يد جان بابتيست لو موين دي بينفيل، وسميت على شرف فيليب أورليان، الذي كان رئيسًا لدولة فرنسا في ذلك الوقت، في سنة 1763، فقدت فرنسا السيطرة على المدينة لاسبانيا، وفي سنة 1801، استعادة فرنسا المدينة من جديد.
كانت فرنسا تتحكم بهذا المساحة الواسعة من عام 1699 إلى 1762، وهو العام الذي منحت فيه هذه المناطق إلى حليفتها إسبانيا. استعادت فرنسا هذه الأراضي تحت حكم نابليون بونابرت في 1800 على أمل بناء إمبراطورية في أمريكا الشمالية، لكن ثورة العبيد في هاييتي بالإضافة إلى الحرب الوشيكة مع بريطانيا جعلت فرنسا تتخلى عن خطتها هذه وتبيع المساحة بأكملها للولايات المتحدة، التي كانت ترغب في الأصل بشراء نيو أورليانز والأراضي المحيطة بها فقط.
في سنة 1803، تم بيع منطقة شاسعة تشمل مدينة نيو أورلينز والمناطق المحيطة بها من قبل نابليون إلى الولايات المتحدة مع شراء لويزيانا. بعد انضمامها رسميا الى الولايات المتحدة، بدأت المدينة في النمو بشكل كبير مع مجموعة متنوعة من الأعراق المختلفة.
خلال شهر مارس سنة 1802 أصبح القائد الفرنسي نابليون بونابرت مؤيدا وبشكل تام لفكرة بيع منطقة لويزيانا للأميركيين، وقد جاء تأييد بونابرت لهذا الأمر عقب الكوارث التي حلت بالقوات الفرنسية خلال حملتها العسكرية على هايتي، حيث لقي عدد كبير من الجنود الفرنسيين مصرعهم قبيل بداية الحملة بسبب تفشي وباء الحمى الصفراء.
مطلع شهر أبريل سنة 1803 ذهل الأمريكيون أمام العرض الفرنسي الجديد، حيث وافقت فرنسا على بيع كامل أراضي لويزيانا مقابل مبلغ مالي قدر بنحو خمسة عشر مليون دولار (ما يعادل 320 مليون دولار خلال الفترة المعاصرة)، أي أن مساحة الولايات المتحدة الأميركية كانت ستتضاعف مقابل خمسة عشر مليون دولار فقط، وهو ما يمثل مبلغا زهيدا، وبناء على العرض الجديد وافقت فرنسا على بيع مليوني كلم مربع بثمن يقارب سبعة دولارات فقط للكيلومتر المربع الواحد.
وافقت الولايات المتحدة الأميركية على المقترح الفرنسي وأقدمت على الاستعانة ببنك بارينجز البريطاني للحصول على المبلغ المالي المطلوب، ويوم الثلاثين من شهر أبريل سنة 1803 وقعت كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية على اتفاقية بيع لويزيانا مقابل خمسة عشر مليون دولار، حصلت على إثرها فرنسا على مبلغ 11,25 مليون دولار، بينما ذهبت بقية المبلغ كتعويضات للولايات المتحدة الأميركية على خلفية أحداث القرصنة الفرنسية قرب السواحل الأميركية خلال العقود الماضية.