تنتشر على أرض مصر العديد منالمناطق الأثرية شاهدة على تعاقب حضارات عظيمة عبر مختلف العصور التاريخية، فمن الآثار المصرية القديمة واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية حتى آثار العصر الحديث تتنوع المفردات المعمارية والفنية ما بين دور للعبادة، ومقابر، ومسلات، وقصور، يحمل كل منها طابعه المميز وجمالياته، لذلك نستعرض عبر السطور المقبلة أحد المواقع الأثرية التى انفردت به مصر هى مقابر كوم الشقافة الأثرية.
تقع هذه المقابر فى منطقة كوم الشقافة جنوب حى مينا البصل، وتعتبر من أهم مقابر الإسكندرية، وسميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثرة البقايا الفخارية والكسرات التى كانت تتراكم فى هذا المكان، وترجع أهمية المقابر لاتساعها وكثرة زخارفها وتعقيد تخطيطها، وهى منحوتة فى الصخر (كتاكومب)، وهى عبارة عن ثلاثة أدوار تحت سطح الأرض، كما أنها من أوضح الأمثلة على امتزاج الفن المصرى بالفن الرومانى.
عثر على هذه المقابر بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، وتؤرخ إلى الفترة فيما بين القرن الأول والثانى الميلادى، تضم الحديقة المتحفية مقبرة تيجران، وإستاجني (مقبرة الورديان)، وسيلفاجو، وبعض اللقى الأثرية.
تتكون المقبرة من ثلاثة مستويات منقورة فى الصخر تحت سطح الأرض أمكن الوصول مؤخرًا بعد تخفيض منسوب المياه الجوفية عام1995م إلى المستوى الثانى ولا يزال المستوى الثالث غارقًا فى المياه الجوفية التى تمثل المشكلة الأساسية التى تواجهها هذه المقبرة، ووجد فى المنطقة 502 قطعة آثرية نادرة منها 39 تابوتا و17 تمثالا لأبو الهول، و156 قواعد وتيجان أعمدة، و7 ميازيب، بالإضافة إلى ما يقرب من 300 قطعة أثرية غير مصنفة.