محمد سرساوى يكتب: "غربة المنازل.. كوكب الأرض داخل مستودع

حينما انتشر فيروس كورونا فى أنحاء العالم، توقفت الحياة، كأنما عطل أصاب الزمن، فتوقفت حياة الإنسان من جميع النواحى الصحية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية، بالضبط مثلما يحدث للحاسب الآلى، عندما يصيبه فيروس.. والسؤال ماذا حدث إذا أصيبت رواية بفيروس؟ هذا السؤال خطر لى أثناء قراءة رواية "غربة المنازل" للأديب عزت القمحاوى - المرشحة للحصول على جائزة الشيخ زايد - هل ستتوقف أحداث العمل؟، هل سيتجمد زمن الرواية؟، هل أبطال النص سيصبحون شخصيات منعزلة؟ تحكى الرواية الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية عن عمارة يتكون سكانها من: امرأة تدعى "فريدة" تعيش قصة حب مع شاب اسمه "يوسف"، وفى الوقت نفسه تقابل سيدة تشبهها كأنها قادمة من المستقبل، وتحكى عن موسيقار شهير اسمه "رامى حنا" اقتحمت حياته امرأة تسمى "غيداء" منذ خمس وأربعين عاما، والعلاقة بينهما أشبه بعلاقة صياد مع فريسته، كذلك نجد مؤرخا يسمى "بديع العطار" وهو ذو خيال طفولى يتابع على التلفاز، أحداث انتشار الوباء فى مدينة "ووهان" الصينية، كذلك نقرأ عن الطبيب "فريد عبد المحيط" الذى يعانى من رائحة سيئة تتوغل فى منزله، كذلك الحارس "حمادة رزق" الذى يحرس مول قريب من العمارة، وعالم الحشرات "وديع العطار" الذى يقابل امرأة غامضة برفقة كلب فى إحدى الحدائق، فيقرر أن يتلصص عليها، وبواب العمارة "سالم" الذى يتفرس سكان العمارة، والسيدة "صافى" العائدة من أمريكا والتي قررت أن تدفن رفات زوجها ووالديها فى مقبرة واحدة، و"ثابت سند" رئيس هيئة حكومية مهدد بترك منصبه، و"الطناحى" رئيس اتحاد ملاك العمارة الذى يشعر بأنه حاول قتل زوجته التى تعشق الطيور، كل هؤلاء يربط بينهم خيط خفيف جدا، هو المبنى، وتدور أحداثها عام 2020 فى مدينة اسمها "غبار". إن أبطال الرواية لم يعيشوا حدثا رئيسيا فى العمل، بسبب الفيروس الذى أفسد حياتهم. فقد صاروا منشغلين بمشاكلهم الخاصة. كأنهم يسألون أنفسهم ماذا يحدث لنا؟، أو ماذا نفعل فى هذا العمل؟، أو فى هذه الحياة؟ وهنا يلعب القمحاوى لعبة متخيلة مع القارئ، وهى كيف ستصبح أحداث الرواية حال عدم ظهور فيروس كورونا؟ وكيف سيتم توزيع الأدوار على هؤلاء الشخصيات؟ ومن الشخصية الرئيسية؟ ومن الشخصية الثانوية؟ وكيف سيحدث تقاطع بينهم؟ وكيف سيتم توريطهم فى حكاية لا يعرفها سوى المؤلف؟ وأطلق القمحاوى على بلدة أحداث الرواية "مدينة الغبار" كأنه يقصد بأن الكوكب صار مجرد شىء معطوب وتم ركنه فى المستودع الذى يحتوى على الخردوات. وتعتبر رواية "غربة المنازل" العمل الثانى التى تتحدث عن الوباء، بعد روايته "بيت الديب" - الحائزة على جائزة نجيب محفوظ - لكنها تحدثت عن "الكوليرا" فى حدث ثانوى. وتعتبر "غربة المنازل" إضافة مهمة في تاريخ الرواية المصرية التي تتحدث عن سكان مبني مثل روايات: "ميرامار" و"بناية ماتيلدا" و"عمارة يعقوبيان" وغيرها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;