حظى كتاب البحث عن الذات للرئيس الراحل أنور السادات بشهرة كبرى منذ صدوره في طبعته الأولى في يناير من عام 1977، وهو كتاب سيرة لرجل الحرب والسلام محمد أنور السادات يحكى فيه قصة حياته كما جاء على غلاف الكتاب، وقصة حياته هنا لا تعنى قصة صعوده في عالم السياسة وإنما سيرته منذ الطفولة.
يبدأ الكتاب بسرد سيرته منذ كان طفلا إلى أن أصبح قائدا يلعب دوراً سياسياً مميزاً في حياة الشعب المصري تحديداً وفي حياة شعوب الشرق الأوسط على وجه العموم.
يحكى السادات روايات الطفولة بوقعها القصصى حيث يجسد لحظات لم ينسها في تاريخه الشخصى، ومن ذلك قوله في وصف أحد المواقف التى تعطى فكرة عن أحواله وعائلته فيما يخص العيش اليومى: "العسل وصل، يعلن المنادي فى أزقة وساحات القرية، وتهرع جدتي وأنا أمسك بيدها وأسير إلى جوارها نحو الترعة حيث رست مركب العسل القادمة إلى (كفر زرقان) المجاورة لنا، ونشتري زلعة العسل الأسود ونعود إلى دارنا، أسير خلف جدتي صبياً أسمر ضئيل الجسم حافي القدمين يرتدي جلباباً تحته قميص أبيض من البغتة، لا تفارق عينيه زلعة العسل... ذلك الكنز الذي استطعنا الحصول عليه أخيراً".
يروي السادات في هذا الكتاب تفاصيل حياته، والتي هي في نفس الوقت قصة مصر منذ 1918، فالسادات يروي القصة كاملة لا كرئيس لجمهورية مصر العربية، بل كمصري ارتبطت حياته بحياة مصر ارتباطاً عضوياً منذ بداياته إلى نهاياتها، وهو يقول بأن كل خطوة خطاها عبر السنين إنما كانت من أجل مصر والحق والحرية والسلام.