الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لم يكن سياسيًا عاديًا، حيث تميز بعدة مواهب صنعت كاريزمته الكبيرة بين الناس، وصنعت أسطورته الخالدة كبطل للحرب والسلام، بفضل ذكائه اللامحدود وفطنته الكبيرة للأمور، ويبدو أن مواهب امتلاكها رجل معركة العبور، ساعدت فى تكوينه الشخصى الفريد.
وتمر اليوم الذكرى الـ103 على ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث ولد فى 25 ديسمبر عام 1918، هو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية حَكَم مصر في الفترة الممتدة ما بين (28 سبتمبر 1970 (بالإنابة) 17 أكتوبر 1970 (فعليًا) إلى 6 أكتوبر 1981).
اشتهر السادات بجرأته وحنكته ودهائه السياسي، وهو ما ظهر بوضوح في قضائه على خصومه السياسيين فيما عرف بثورة التصحيح. عمل السادات على التحضير لاسترجاع شبه جزيرة سيناء من قبضة إسرائيل إثر النكسة في حرب 1967 حيث تمكن بإدارته من هزيمتها بعد ثلاث سنوات من بداية حكمه في حرب أكتوبر 1973.
ويبدو أن جزء من كاريزما الرئيس السادات الكبيرة، وموهبته فى إلقاء الخطاب، هو حبه للسينما، وبحسب كتاب "السادات سيرة ومسيرة" للكاتب محمد مرشدى بركات الذى يقول على لسان السادات "أول مرة دخلت فيها السينما فى حياتى، كان ذلك يوما عصيبا، فقد شاهدت قطار سكة حديد قادما من أقصى الشاشة ومدفعا بسرعة مذهلة نحوى، ماذا أفعل؟ أغمضت عينى ورجعت بجسدى إلى الوراء، ولكن صوت القطار مازال يدوى فى أذنى، ففيم الانتظار؟ قمت لتوى مقعدى، وبسرعة رحت أخترق الصفوف مهرولا فى طلب النجاة. ولفت نظرى أن الناس كلها قابعة فى مقاعدها وكأن شيئا لم يحدث. هذا شأنهم قلت فى نفسى، ولكن بمجرد أن بلغت نهاية الصف، وعيناى قد تسمرتا على الشاشة، لم أجد القطار، ووجدلات بدلا منه رجلا وامرأة يتناولان الطعام فى مقهى صغير فاخترقت الصف مرة أخرى وعدت إلى مقعدى، أراقب أحداث الفيلم فى هدوء كما يفعل الآخرون.