تمر اليوم الذكرى الـ80 على قيام رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل بإلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكى بعد ثلاثة أسابيع من دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد فى 26 ديسمبر عام 1941.
وبذلك أصبح ونستون تشرشل أول رئيس وزراء بريطاني يلقي خطبة أمام الكونجرس. وكان تشرشل خطيباً فصيحاً، حيث قام في خطابه بحث الكونجرس على دعم اقتراح الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بأن تصبح الولايات المتحدة معقلاً للديمقراطية وحذر من أن قوى المحور لن تتوانى عن فعل أي شيء في سبيل تحقيق أهدافها.
تحظي بإعجاب واسع في الولايات المتحدة، فقد نجح القائد البريطاني في تحويل الروابط التاريخية الهشة بين المملكة ومستعمرتها السابقة التي أعلنت استقلالها في 1776، إلى علاقة خاصة.
وكانت تلك أول زيارة يقوم تشرشل بصفته رئيس وزراء بريطانيا إلى الولايات المتحدة بعد الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هابر في ولاية هاواي في ديسمبر عام 1941، وأشاد حينها في كلمة أمام الكونجرس بوالدته الأمريكية، وقال إن الفضل يعود إليها لما حققه في حياته حتى تقلده رئاسة الحكومة.
وكانت العلاقة بين البلدين قبل الحرب العالمية الثانية كثيرا ما تشوبها الانعزالية والانحياز العرقي، لكن معرفة تشرشل بالولايات المتحدة وأهلها قربت بين البلدين اللذين أصبحا حليفين.
ومنذ زيارته الأولى إلى الموطن الأصلي لوالدته المتحدرة من عائلة عريقة في 1895 إلى آخر زياراته في 1961، كانت لديه فرصة للتعرف على البلد وكثير من ساسته بمن فيهم الرئيسان وليام مكينلي وجون كينيدي، حتى أصبح واحد من أكثر السياسيين الأجانب شعبية لدى الشعب الأمريكى.
وأصبح تشرشل، الذي تولى رئاسة الحكومة البريطانية ما بين عامي 1940 و1945 ثم بين 1951 و1955، منذ ذلك الوقت واحدا من أكثر رجال الدولة الأجانب شعبية لدى الأمريكيين.
كان ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطانى وحليف الولايات المتحدة فى الحرب العالمية الثانية، أول من يحصل على الجنسية الفخرية الأميركية عام 1963، وأعلن حينها الرئيس الأميركى جون أف. كينيدى منح تشرشل الجنسية الفخرية بعد سماح الكونغرس بذلك، وأشاد نص القانون بشجاعة وبسالة تشرشل فى الحرب والسلام، مضيفا أنه كان "شعلة من الإلهام فى أحلك ساعة للحرية".