تمر اليوم الذكرى الـ123 على اكتشاف مارى كورى وزوجها بيار كورى مادة الراديوم المشعة، وذلك فى 26 ديسمبر عام 1898م، وهى عالمة بولندية عرفت بسبقها وأبحاثها فى مجال اضمحلال النشاط الإشعاعى وهى أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التى حصلت عليها مرتين وفى مجالين مختلفين.
وكانت قد اكتشفت مع زوجها بيار كورى عنصرى البولونيوم والراديوم وليحصلا مشاركةً على جائزة نوبل فى الفيزياء، كما حصلت على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1911 بمفردها وهى تعد أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والمرأة الوحيدة التى حصلت على الجائزة فى مجالين مختلفين.
فى سنة 1934 زارت كورى وطنها الأم بولندا للمرة الأخيرة فى حياتها إذ توفيت بعد شهرين من تلك الزيارة فى مصحة سانسيلموز فى باسى بإقليم سافوا العليا شرق فرنسا حيث كانت تعالج من أنيميا لانموية نجمت عن تعرضها الزائد عن الحد للعناصر المشعة فى زمن لم تكن الآثار الضارة للإشعاع المؤين قد عرفت بعد، وبالتالى لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات السلامة اللازمة، فلطالما حملت مدام كورى أنابيب اختبار تحوى نظائر مشعة فى جيبها ولطالما وضعتها فى درج مكتبها دون أن تدرك إخطارها الجسيمة.
رحلة مارى العلمية قابلتها رحلة علاج طويلة.. Aplastic Anemia أحد أنواع فقر الدم عرقل مشوار مارى العلمى وفتك بصحتها، مرض سببه التعرض الزائد للعناصر المشعة، وهو ما لم تكن تعلمه مارى لتغادر الحياة عن عمر ناهز الثامنة والخمسين متأثرة بإشعاع أبحاثها.
ونظرًا لتأثر أوراقها التى ترجع إلى تسعينيات القرن التاسع عشر بالإشعاع فقد اعتبرت مواد شديدة الخطورة وحتى كتاب الطهى الخاص بها كان مشعًا بدرجة كبيرة لدرجة أنه محفوظ مع تلك الأوراق فى صناديق مبطنة بالرصاص وتستدعى مطالعة هذه الأوراق ارتداء ملابس خاصة واقية من الإشعاع.