أصدر الشاعر الفلسطينى الكبير الراحل سميح القاسم ديوانه الأول عام 1958 تحت عنوان مواكب الشمس وقد أصدرته مطبعته الحكيم في الناصرة بالأراضى المحتلة وجاء في 100 صفحة، وكان سميح القاسم حينذاك في التاسعة عشرة فقط من عمره.
ومن قصائد الديوان:
فجر الشعوب أطل اليوم مبتسما
فسوف نغسل عن آفاقنا الظلما
مواكب الشمس قد مارت محطمة
ظلام ليل على أيامنا جثما
ونحن سرنا بها والحق رائدنا
والشمس أضحت لنا في زحفنا علما
ولد سميح القاسم لعائلة من الموحدين الدروز، وكان والده ضابطا في قوة حدود شرق الأردن وكان الضباط يقيمون هناك مع عائلاتهم،و حين كانت العائلة في طريق العودة إلى فلسطين في القطار، في غمرة الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم، بكى الطفل سميح فذُعرَ الركاب وخافوا أنْ تهتدي إليهم الطائرات الألمانية، وبلغ بهم الذعر درجة التهديد بقتل الطفل إلى أن اضطر الوالد إلى إشهار سلاحه في وجوههم لردعهم، وحينَ روِيت الحكاية لسميح فيما بعد تركت أثراً عميقا في نفسه فقال: "حسناً لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلم متى أشاء وفي أي وقت وبأعلى صَوت، لنْ يقوى أحد على إسكاتي"، وقد وردت هذه القصة في دراسة بعنوان سميح القاسم والدر المنثور ونشرت بمجلة مجمع اللغة العربية بالناصرة.
وقد اشتهر سميح القاسم بأنه شاعر غزير الإنتاج يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.
كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، وكان من بين اهتماماته إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية ورسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.
صدر له أكثر من 60 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدرت أعماله في سبعة مجلدات عن دور نشر عدّة في القدس وبيروت والقاهرة.
ترجم عدد كبير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية.