عندما كتب زعيم الثورة العربية أحمد عرابى مؤلفه "كشف الستار عن سر الأسرار فى النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية"، لم يذكر أنه مذكرات بل ذكر أنه كتاب يهتدى به الناس إلى الحقيقة وفقا لكتاب عبد المنعم إبراهيم الجميعى مذكرات الزعيم أحمد عرابى الصادر عن الهيئة العامة للوثائق والكتب عام 2005.
لكن كيف ألف عرابى كتابه ولماذا تأخر فى كتابته لمدة ربع قرن بعد قيام ثورته؟ الحقيقة أن عرابى صاغ مؤلفه سنة 1907 أى بعد رجوعه من منفاه فى جزيرة سرنديب بستة أعوام، والسبب فى ذلك قلة المصادر إذ لم يكن لديه الوثائق والمخطوطات التى تساعده على صياغة الكتاب حيث كانت بحوزة محاميه المدعو برودلى.
وقد أرسل عرابى ابنه إلى محاميه الإنجليزى برودلى لأخذ ما تيسر من وثائقه ومخطوطاته عام 1907 بعد محاولة أولى لم تتكلل بالنجاح عام 1904، ولأسباب غير معروفة لم يتسنى له الحصول من المحامى برودلى على ما يساعده على كتابة المؤلف الذى أداره عن الثورة العرابية ومن هنا قرر اللجوء إلى ذاكرته وبعض المصادر الأخرى التى تمكن من الحصول عليه أثناء إقامته بجزيرة سرنديب.
ومن المصادر التى اعتمد عليها عرابى فى صياغة ما عرف بأنه مذكراته كتاب سليم النقاس "مصر للمصريين" كما اعتمد على الصحف أيضا فى توثيق بعض الأحداث، غير أن الكتلة الأساسية للكتاب مبنية بناء كاملا على الذاكرة، ولا شيء سواها.