تعرف مذبحة الأبرياء بأنها مذبحة قام بها هيرودس الكبير الذى حكم الجليل قبل أن ينصب ملكا على اليهود قبل ميلاد المسيحوقد ذكرت فى إنجيل متى، ولم تذكر فى أناجيل أخرى، وتقول قصة المذبحة إن الملك هيرودس أمر بذبح كل الأولاد الذكور فى بيت لحم ليتجنب فقدان ملكه إلى "ملك اليهود" المولود الذى أعلن المجوس ولادته.
ووفقًا لإنجيل متى، فبعد ولادة المسيح، قام بعض المجوس من الشرق بزيارة هيرودس للاستعلام عن مكان "الشخص الذى ولد ملكا لليهود"، لأنهم رأوا نجمه فى الشرق، فقلق هيرودس من احتمال أن يفقد عرشه فجمع رؤساء الكهنة وسألهم أين وُلد المسيح فأجابوا: فى بيت لحم، وهنا أرسل هيرودس المجوس إلى بيت لحم، وأمرهم بالبحث عن الطفل، وعلى الجانب الآخر رأى يوسف النجار فى حلم أن هيرودس يعتزم قتل الطفل لذلك فر هو وعائلته إلى مصر.
بعدها أصدر هيرودس أوامر بقتل جميع الأولاد الذين تقل أعمارهم عن سنتين فى بيت لحم والمناطق المجاورة لها وبقى يوسف وعائلته فى مصر حتى وفاة هيرودس، ثم انتقلوا إلى الناصرة فى الجليل لتجنب العيش تحت حكم أرخيلاوس ابن هيرودس.
ووفقا للمؤرخ الأمريكى بول ماير، فى كتاب "هيرودوس وابن بيت لحم" فإن معظم مؤرخى حياة هيرودس فى العصر الحديث، يؤكدون أن القصة غير مثبتة تاريخيا.
بالمقابل يؤكد عدد من العلماء والمؤرخين بتاريخية حدوث "مذبحة الأبرياء"، حيث يؤكد العالم والمؤرخ الإنجليزى ريتشارد توماس فرانس أن المجزرة كانت حدثاً قليل الأهمية للدرجة التي لم تسترع اهتمامالمؤرخين كما أنها متوافقة مع شخصية هيرودس.
ويشير المؤرخ الإنجليزى إيفرت فيرجسون إلى أن القصة منطقية في سياق حكم هيرودس في السنوات القليلة من حكمه، وعدد الأطفال الذين كانوا سيقتلون في بيت لحم - ليس أكثر من جزء من هذا وربما لم تكن ذات أهمية تذكر ليتم تسجيلها.
فيما يذكر المؤرخ الاسترالى بول بارنيت في كتابه "يسوع قصة ظهور المسيحية" أيضاً أن بيت لحم قرية صغيرة جدا مع عدد قليل من السكان، وأن المذبحة على الأغلب تضمنت عددا قليلا جدا من الأطفال مما صعب تسجيلها من قبل المؤرخين.