فنانة من طراز فريد وممثلة بدرجة مناضلة، هي "بهية" في "العصفور"، و"أنيسه" في ليالي الحلمية، النجمة التى عرفها الجمهور من خلال دور "بهية" وأصبحت رمزا للوطنية في ذلك الوقت، بعدما صرخت فى النهاية "لأ، هنحارب، لأ، هنحارب" ما عكس رغبة الشعب المصرى فى الحرب بهذه الفترة، إنها الفنانة القديرة محسنة توفيق.
وتمر اليوم الذكرى الـ82 على ميلاد الفنانة القديرة محسنة توفيق، إذ ولدت فى 29 ديسمبر عام 1982، وخلال مشوارها الفنى شاركت محسنة توفيق فى العديد من الأعمال الفنية الهامة، وتعاونت مع كبار المخرجين، ومنهم المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين الذى تعاونت معه فى عدد من أهم أفلامه: «إسكندرية ليه، العصفور، الوداع يا بونابرت، العصفور»، كما قدمت فيلم «البؤساء» مع المخرج عاطف سالم، وفيلمى "قلب الليل" و"الزمار" مع المخرج عاطف الطيب، وكان آخر أعمالها السينمائية فيلم «ديل السمكة» مع المخرج سمير سيف، الذى جسدت فيه دور سيدة قعيدة مسنة تعيش بمفردها.
وذكرت "مارى إيلى روزنتال" زوجة الكاتب والصحفى اليسارى الراحل سعد كامل، مؤسس وأول رئيس للثقافة الجماهيرية، فى كتاب "المولودة" الذى قدمته ابنتها نادية كامل فى شكل سيرة ذاتية روائية بالعامية المصرية، إنها أثناء فترة سجنها سجن النساء بالقناطر الخيرية، فى الخمسينيات من القرن الماضى، بحجة انضمامها للحركة الشيوعية المصرية، كانت تجد فى عنابر المسجونات الجدد غناء وضحك، وكانت إحداهن تجلس على "حز" شباك العنبر لتغنى لهم أغانى أم كلثوم، ويتحول العنبر إلى حالة من الصمت من أجل الاستماع إلى صوتها الجميل.
وعندما سألت عنها قالوا لها إنها ممثلة جديدة وموهوبة اسمها "محسنة توفيق"، مشيرة إلى أنها منذ ذلك الوقت لم تتعرف عليها إلا بعد عشرة أو خمسة عشر عاما عن طريق الفنانة رعاية النمر، وكانت معهن فى نفس الفترة الفنانة التشكيلية الراحلة إنجى أفلاطون، والتى ذكرت تفاصيل أكثر عن تلك الفترة فى مذكراتها.