تحتفل الكنائس الغربية، اليوم الأربعاء، بيوم القديس توماس بيكيت أو القديس توما الكانتربرى، والذى قتل فى 29 ديسمبر 1170، على يد أتباع الملك هنرى الثانى، ملك إنجلترا، بعد صراع كبير بسبب رغبة الملك فى السيطرة على الكنيسة الإنجليزية، وتوماس بيكت من مواليد لندن فى 28 ديسمبر 1118، درس فى إنجلترا وفرنسا، والتحق بخدمة ثيوبولد أسقف كانتربرى عام 1143، وتولى العديد من المناصب الكنسية تحت رئاسته.
شغل منصب أسقف كانتربرى منذ العام 1162 حتى 1170 عندما اغتيل نتيجة صراع مع الملك هنري الثاني بواسطة أتباع الملك في كاتدرائية كانتربري.
الخصام بين القديس والملك بدأ بعدما تولى توماس بيكيت منصب أسقف كانتربرى عام 1162، وباشر أعمال منصبه بجدية وصرامة شديدة، وأخذ جانب الدفاع عن البسطاء وعن حقوق الكنيسة ضد سلطات الملك.
وبحسب موقع "بطريركية بابل للكلدان": الصراع بدأ بين الرجلين، بعدما حاول هنرى الثانى فرض سلطته بحيث تكون له سلطة مطلقة على الكنيسة والدولة، وحاول بيكيت التخفيف من سيطرة الدولة على الكنيسة ونجح فى ذلك إلى حد أصبح الملك منزعجاً من قراراته وعلاقته القوية بروما والفاتيكان، ما جعل "هنرى" يعقد اجتماعا لتخفيف العلاقة مع الفاتيكان وذلك بعد عامين من رسامة بيكيت أسقفا، وهو الأمر الذى رفضه "بيكيت" بشدة ورفض التوقيع على قرارات الاجتماع، وبعد عدة خلافات قرر توماس بيكيت الرحيل إلى فرنسا خوفا من بطش هنرى الثانى، واستمر هناك عامين تحت ترحيب وحماية من قبل الملك لويس السابع، وأقام فى دير بونتجنى.
البابا الكسندر الثالث بابا الكنيسة الكاثوليكية، تدخل وحاول إقناع "بيكيت" بمهادنة الملك هنرى الثانى، خاصة فيما يتعلق بمسألة الحرومات تجاه الأشخاص الرافضين لتعاليم الكنيسة.
وعاد "توماس" للندن، لكن هنرى الثانى ظل يعبر عن سخطه عن "بيكيت" مطالبا بالتخلص منه، وهو ما انتهزه مستشاروه الحاقدون على الكنيسة، فطلبوا من خيالة الملك الأربعة، أن يسمح لهم بقتل رئيس الأساقفة، بعدما اختبأوا فى أحد الأماكن داخل الكنيسة انهالوا عليه بالسيوف، أثناء تأدية أحد الصلوات.