ليلة سقوط حاضرة المسلمين.. حكاية الليلة الأخيرة فى أوروبا

تمر اليوم الذكرى الـ530 على نهاية الحكم الإسلامي لأيبيريا بسقوط غرناطة واستسلام ملكها أبو عبد الله محمد الثاني عشر، وهو آخر ملوك الأندلس المسلمين فى الأندلس، سماه الإسبان (أى الصغير) و(أبو عبديل)، بينما سماه أهل غرناطة الزغابى (أى المشؤوم أو التعيس)، وهو ابن أبى الحسن على بن سعد، الذى خلعه من الحكم وطرده من البلاد عام 1482، وذلك لرفض الوالد دفع الجزية لـفرناندو الثانى ملك أراغون كما كان يفعل ملوك غرناطة السابقون. بدأت الأندلس بالسقوط الكبير الذي أخلاها من الحكم الإسلامي. ويوم 2 يناير 1492 (897 هجرية) انتهى وجود المسلمين بالأندلس مع سقوط مدينة غرناطة -التي كانت أخر معاقل المسلمين- بعد حوالي أربعة قرون من حروب شنتها ممالك الشمال المسيحية على الثغور الأندلسية فيما سُمي بحروب الاسترداد. وسقطت غرناطة بتوقيع آخر ملوكها أبي عبد الله الصغير معاهدة استسلام مع الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا، وانتهت بذلك الخلافة الإسلامية في شبه الجزيرة الأيبيرية. وقبل غرناطة، كانت بداية السقوط مع بامبلونا بشمال البلاد عام 748 ميلادي، ثم برشلونة عام 985، ولم يمض 12 عاما حتى كانت مدينة سنتياغو قد سقطت عام 997 للميلاد، وتلتها مدينة ليون بعد خمسة أعوام. وبعد أن هدأت ما تسمى "حروب الاسترداد" لحوالي ما يقرب من نصف قرن، استأنفت وسقطت مدينة سلمنقة عام 1055 للميلاد، وبعد تسعة أعوام تبعتها مدينة قلمرية عام 1064، وبعد توقف دام 19 عاما سقطت مدريد عام 1084 للميلاد، وفي العام التالي نجح الملك ألفونسو السادس في انتزاع طليطلة من أيدي المسلمين. ولم تتوقف القوات المسيحية عند غرناطة، إذ سرعان ما توجهت نحو بلدان شمال أفريقيا وسيطرت على مناطق عدة بينها مدينة مليلية المغربية عام 1492 في السنة التي سقطت فيها غرناطة، وقبلها سيطر البرتغاليون على سبتة المغربية عام 1415 مستغلين في ذلك انهيار قوة المغرب الأقصى. وخرج آلاف المسلمين واليهود من الأندلس باتجاه الشمال الأفريقي واستقروا بمدن عدة، فرارا من واحدة من أسوأ مجازر القتل والذبح والتعذيب في التاريخ، عرفت بمحاكم التفتيش والتي ما تزال بعض متاحف إسبانيا تحتفظ بوسائل تنفيذها. وقد خلد الشاعر الشهير أبو البقاء الرندي سقوط الأندلس بقصيدته الشهيرة التي قالها فيها: لكل شيء إذا ما تم نقصان *** فلا يغر بطيب العيش إنسان أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ *** فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ وتؤكد معظم المصادر أن أسباب سقوط الأندلس تعود إلى انخراط حكامها في حروب لا تنتهي بينها حفاظا على السلطة والجاه، وهي حروب ونزاعات أججها خصوم المسلمين، إلى جانب الانغماس في حياة الترف واللهو، والمبالغة في الإنفاق بدل الدفاع عن الأرض التي فتحها أسلافهم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;