تمر اليوم الذكرى الـ501 على إقرار عقوبة البابا ليون العاشر بإعلان الحرمان الكنسي بحق مارتن لوثر، بعد اعتراضه على صكوك الغفران، رفضه التراجع عن نقاطه الخمس والتسعين بناء على طلب البابا ليون العاشر عام 1520 وطلب الإمبراطورية الرومانية المقدسة ممثلة بالإمبراطور شارل الخامس أدى به للنفي والحرم الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقة كنسيًا وخارجة عن القوانين المرعيّة في الإمبراطورية.
وقف لوثر أمام الأمبراطور والامراء والسفير البابوي رافِضاً الإقرار بِخطئه مُطالباً بأدلتهم من الإنجيل، فصدر مرسوم "وورمز" معلناً خروجه عن القانون وحَظر تعاليمه. فبات الخطر يهدد حياته للحرمان الباباوي وخروجه عن القانون في وقت كانت أوروبا ترضخ للكنيسة الكاثوليكية والامبراطورية الرومانية.
كان البابا ليون العاشر (1513-1521) يبيع "صكوك الغفران" لأجل إصلاح كنيسة القديس بطرس، وكان لوثر يرفض صكوك الغفران، وكان أمير مقاطعة ساكسونيا فريدريك الحكيم (1486-1525) يعارضها كذلك، وكان يظن أنها بغرض إثراء إيطاليا على حساب ألمانيا، خاصة أن أتباعه سيرسلون الأموال في النهاية إلى روما للحصول على هذه الصكوك، فمنع رهبان طريقة الدومينيكان الكاثوليك من دخول ساكسونيا، وكان لوثر يعيش فيها.
دبر فريدريك أمير ساكسونيا خَطف لوثر "الزائف" برحلة العودة لحمايته وهربه الى قلعة وارتبرغ المعزولة وغير ملامحه واسمه للتمويه، فصدرت بتلك الفترة قمة ابداعات لوثر التي توجها بالترجمة الألمانية للأسفار اليونانية (العهد الجديد) فكانت نُسخه تنفد بسرعة على الرغم من غلائها ومعادلتها للأجر السنوي لخادمة.
لاهوتيا أرادت جامعة فتنبيرغ الألمانية أن تجري مناظرة حول الصكوك واختارت لوثر ممثلا عنها، لكن بما أن الدومينيكان ممنوعون من دخول ساكسونيا، فلم تجر المناظرة، لكن لوثر عشية عيد "جميع القديسين" 31 أكتوب عام 1517، أعلن حججه وعلقها على باب كنيسة القلعة في فتنبيرغ، وقد أصبح هذا اليوم تاريخ احتفال الكنائس القديمة وبعض الكنائس الإنجيلية المصلحة الآن كنقطة انطلاق للإصلاح وبدايته.
ثم عقد اجتماع آخر في أوغسبيرغ 1530 بحضور ممثلي الدولة والكنيسة، الكاثوليك والبروتستانت، ولم يذهب لوثر إلى الاجتماع لأنه كان محكوما عليه بالنفي ولا يمكنه الخروج من منطقة ساكسونيا، وتلا ملنكتون تلميذ لوثر إقرار الإيمان المكون من 28 بندا، واتفق الفريقان على قبول 21 بندا منه، ويعتبر إقرار أوغسبيرغ أساسا للعقيدة الإنجيلية اللوثرية، لكن في النهاية ساهم إقرار أوغسبيرغ في تثبيت الانقسام بين الكنيستين؛ الكاثوليكية والبروتستانتية.