تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب والفيلسوف الفرنسى الشهير ألبير كامو الذى توفى فى 4 يناير من سنة 1960 إثر حادث تصادم، ويعد "كامو" واحدا من أشهر الكتاب فى العالم فى القرن العشرين ومن رواياته "الطاعون"، لكن هل كان ألبير كامو فيلسوفا؟
تقول موسوعة "ستانفورد للفلسفة" فى مقدمتها عن ألبير كامو:
كان ألبير كامو الذى ولد سنة 1913، وتوفى سنة 1960، صحفيا، محررا، رئيسا لهيئة التحرير، كاتبا مسرحيا، مخرجا، روائيا، مؤلفا للقصص القصيرة، كاتبا للمقالات السياسية، ناشطا- إضافة لكونه فيلسوفا رغم نفيه المتكرر لذلك.
عارض كامو، أو تجاهل الفلسفة المنهجية، ولم يكن مؤمنا بالعقلانية بقوة، عمل على تأكيد العديد من أفكاره الرئيسة بدلا من مناقشتها، وقدم الأفكار الأخرى فى استعارات مجازية، كان منشغلا بالتجربة المباشرة والشخصية، مزجيا جلّ وقته فى التفكير بمسائل تتعلق بمعنى الحياة فى مواجهة الموت.
فصل كامو نفسه بقوة عن الوجودية، لكن رغم ذلك، قام بطرح أحد أشهر المسائل الوجودية المعروفة فى القرن العشرين، والتى جاءت فى مستهل كتابه (أسطورة سيزيف): "هناك مسألة فلسفية حقيقية واحدة، ألا وهى الانتحار"، وقد تركتنا فلسفته عن العبث فى مواجهة صورة مدهشة عن مصير الإنسان: حيث يدفع سيزيف بصخرته لأعلى الجبل بشكل لانهائي، فقط ليراها تتدحرج عندما يصل قمة الجبل.
نجد أن فلسفة كامو قد حملت أسلوبا سياسيا فى كتابه (الإنسان المتمرد)، والذى أكسبه سمعة كأخلاقى فاضل، إلى جانب كلماته الافتتاحية الصحفية، مقالاته السياسية، مسرحياته، ورواياته.
وقد ورطته أيضا فى صراع مع صديقه جان بول سارتر، ليثيرا أكبر انقسام فكري-سياسى فى عصر الحرب الباردة، حيث أصبحا، بالتعاقب، الأصوات الفكرية الرئيسة لليسار المؤيد للشيوعية، والمناهض لها. إلى جانب ذلك، بيّن كامو نقده للدين وعصر التنوير وكافة مخططاته، بما فيها الماركسية، وذلك فى طرحه الأسئلة الفلسفية المباشرة والإجابة عليها.
نال عام 1957 جائزة نوبل للأدب. وتوفى فى حادث سيارة، يناير 1960.