ما لذى يمكن أن تفعله فينا العزلة، هل ستجعلنا نبدع أم أننا سنقضى الوقت لتأمل السقف والحلم بالخروج للشارع، لقد مر الفرنسي جزافيى دوميستر بتجربة تذكرنا بما مررنا به في أزمة كورونا، فكيف كانت النتيجة.
وحسب موقع matereview إن كتاب "رحلة حول غرفتى" لـ جزافيى دوميستر هو كتاب فلسفى وفكاهى بشكل ذكي، يتبع البطل نفسه وهو يرتدى ملابس السفر ويرتحل من سريره الوردى والأبيض إلى كرسيه، وإلى مكتبه، لكن ملذات مسار الرحلة تكمن فى مكان آخر يقزل "سوف نسافر فى مسيرات قصيرة … نستسلم بمرح لخيالنا، وسوف نتبعه حيثما يشاء أن يقودنا."
محكومًا بالإقامة الجبرية لمدة 42 يومًا فى عام 1790 بسبب مبارزة مع ضابط زميل عشية كرنفال، ينسج الكونت كزافييه دى مايستر مزيجًا غريبًا من المذكرات الخيالية وبيان ضد السفر، تقلد حكايته بالحجم السردى والتركيز والتضخيم الطريقة التى ابتكرها لورانس ستيرن، ويصر بحيوية رائعة على أن رحلته من الكرسى الوثير إلى السرير، على سبيل المثال، ليست أقل خطورة أو روعة من الحملات الاستكشافية لماركو بولو، أو Bougainville أول ملاح فرنسى يدور حول العالم ومؤلف مذكرات "رحلة حول العالم” (1771)، وهى مصدر إلهام لحركة التنوير من ديدرو إلى روسو.
رحلة مايستر غير خطية، فى وقت ما، يُصدم دوميستر بمتسول خارج نافذته، ويسقط مندهشًا من المنظر على كرسيه، ليرقد هناك لعدة فصول بينما يفكر فى معاملة المشردين فى المدن وقلب الناس القاسي، فى نقطة توقف أخرى، ينام بجوار النار ويحلم بأن أبقراط وأسباسيا وأفلاطون وبريكليس يجلسون معه حول النار، باستثناء بريكليس، الذى "بقى وحده واقفاً ليقرأ الجرائد".
جميع فصول الكتاب مقالات فى صور مصغرة، ويأتى إحساسه الكوميدى بأشكال متنوعة، فى بعض المشاهد التى يتصرف فيها بصبيانية مع خادمته الحكيمة والمريضة Joettetti يذكرنا بتصرفات شارلوك مع السيدة هدسون، فى أحيان أخرى ينغمس فى الكتابة الوصفية حول موضوعه، أو يعلن أنه لن يكتب فصلاً كاملاً عن زهوره الجافة – لأن ذلك بالكاد يستحق العناء – ثم يفعل ذلك.
ويصف النقوش على جداره، ويستنتج أن الرسم هو أنبل الفنون. وفى خضم الأعمال الدرامية والأحلام ورحلات الهوى والتأملات والتعليقات الاجتماعية التى تشكل معانى متعرجة، تنشأ أطول نكتة فى الكتاب من فلسفة دى مايستر للروح والجسد. أو كما يسميها، "الروح والوحش"، أو "الروح والآخر"، وذلك أنه بينما يُحتجز "الآخر"، فإن روحه (أو عقله) يمكن أن تسافر إلى حيث تريد.
