ألف وجه للمسيح.. صور يسوع فى أفريقيا وآسيا وأوروبا

صور الفنانون والرسامون المسيح بوجوه كثيرة كل حسب ثقافته فكان من الطبيعى أن تأخذ الصور والرسومات الحديثة والقديمة التى جسدت المسيح الأنساق الشكلية المتعارف عليها فى المنطقة التى يجرى تصويره فيها، فكان طبيعا أن يصور الجنوب شرق آسيويون المسيح وفقا لملامحهم ولون بشرتهم وكذلك الأمر في أفريقيا التى ظهر المسيح في أيقوناتها المرسومة بوجه أسمر، وكذلك فى الهند، التى ظهرت فيها أيقونات المسيح وفقا للشكل الهندى المتعارف عليه. وقد ظهرت الصورة التقليدية ليسوع بلحية كاملة وشعر طويل نحو عام 300 ميلادية، لكنها لم تعتمد حتى القرن السادس فى المسيحية الشرقية، وبعد ذلك بكثير فى الغرب، وتميزت دائمًا بسهولة التعرف عليها، وميزت يسوع عن الشخصيات الأخرى التى تظهر حوله، وهذا ما حققه استخدام الهالة أيضًا، بينما كانت الصور السابقة أكثر تنوعًا. ويقدم كتاب "ما هو شكل المسيح" تأليف "بى جوان إى تايلور" تحليلا علميا لمختلف الأشكال التى ظهر عليها يسوع فى القرون الأولى حيث أكد الكاتب أن أفضل طريقة للحصول على صورة يسوع التاريخية هى تقديم دراسة عن الأدلة الأثرية حول الناس الذين عاشوا فى القرن الأول. ويرى الكتاب أن الأناجيل الأربعة لا تتضمن أى وصف لمظهر المسيح، فلا يوجد شىء عن شعره أو لحيته، أو عما يرتديه، ولهذا كان أكثر ما يشغل المؤمنين على مر القرون هو وجهه المقدس، ويستشهد الكاتب "تايلور" بما يسمى بـ"خطاب لينتولوس" المفترض أنه كُتب من قِبل مسئول رومانى، والذى يحتوى على وصف هيئة المسيح، وكان الخطاب يتضمن أن يسوع شعره بلون البندق وناعم جداً لدرجة أنه كان يمكنه أن يضعه بسلاسة حول أذنيه"، لكن "تايلور" يؤكد أنه لسوء الحظ، فإن خطاب لينتولوس نتاج العصور الوسطى وليس العصر الرومانى.