أطلق لى هارفى أوزوالد ثلاث رصاصات من بندقية بريطانية من عيار 103 بوصات وهى بندقية صيد على الرئيس الأمريكى جون كينيدى والذى يستقل سيارة مكشوفة لتحية الجماهير فى دالاس بولاية تكساس فأرداه قتيلا.. حدث هذا فى ظهر 22 نوفمبر 1963، حيث أفاق العالم على اغتيال الرئيس الأمريكى جون كنيدى فى مدينة دالاس، على يد لى هارفى أوزوالد، والذى تم اغتياله بعد يومين على يد اليهودى جاك رونشتاين، ورغم أن الاغتيال أصاب رئيس أكبر دولة فى العالم، لكن ما زال الباب مفتوحا للحديث حول من يكمن وراء الاغتيال، ولم يلق أحد بكلمة النهاية بعد.
المافيا، شركات الأسلحة، شركات النفظ، المخابرات السوفيتية، المخابرات الكوبية، كل هؤلاء ظلوا يطفون على سطح الاتهام، لكن "إمام غريب" فى كتابه (جون كينيدى.. الأصابع الإسرائيلية فى لغز الاغتيال" الصادر عن قطاع أخبار اليوم، يرى أن إسرائيل أكثر المستفيدين من اغتياله، ويرى أن جون كينيدى أراد حلا عادلا للقضية الفلسطينية حتى قبل وصوله للحكم وقت أن كان سيناتورا ففى عام 196 وضع كتاب "استراتيجية السلام" وفيه تطلع إلى تسوية دائمة فى الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل، كما وضع حلا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين كما أنه رفض استقبال مناحم بيجن فى أمريكا عندما علم بتاريخه الإرهابى، كذلك تواصله مع الرئيس جمال عبد الناصر، وتقديمه للعديد من المساعدات الاقتصادية لمصر، وعمل على التفتيش على الأسلحة النووية الإسرائيلية للحد من التسلح، كل ذلك يشير بأصابع الاتهام إلى الموساد، ويؤكد "إمام" أن هذا الأمر ليس رأيه وحده فقد أشار "بول فيندلى" عضو الكونجرس الأمريكى إلى احتمالية وجود دور لجهاز الموساد الإسرائيلى فى الاغتيال.
ويرصد الكتاب لعدد من الأوجه فى العلاقة الإيجابية بين الرئيسين ناصر وكيندى "إننى تابعت باهتمام كل مرة تعرضتم فيها لهذه المشكلة سواء فيما ألقيتم من خطابات فى الكونجرس حين كنتم تمثلون ولاية مساتشوسيتس، أو ما صدر عنكم خلال حملة انتخابات الرئاسة، ولست أخفى عليكم أننى قبل أن يصلنى خطابكم كنت أؤيد فكرة الاتصال بكم بخصوص فلسطين وأحاول أن استشف صورة لموقفكم منه خلال سطور كتابكم استراتيجية الكلام" هكذا رد الرئيس المصرى على خطاب للرئيس الأمريكى حون كيندى فى 22 أغسطس 1961".
"لا أعرف كيف أعبر عن شكرنا العميق لك إنك جعلت من الممكن لنا – على بعد محيطات كثيرة من مصر أن نرى كنوز مقبرة توت عنخ آمون، وكان ذلك كرما رائعا وإشارة رقيقة من جانبك، لقد عشت حياتى كلها أتمنى أن أرى آثار مصر، وهكذا يمكنك أن تتخيل مشاعرى عندما وقفت أمام كنوز توت عنخ آمون قطعة بعد أخرى ولقد وقفت أخيرا أمام التمثال الرائع الذى تفضلت بإهدائه إلى البيت الأبيض لأحد النبلاء من القرن الخامس قبل الميلاد، ووجدت نفسى أقف مشدوهة لا أعرف ماذا أقول حتى أننى فقدت القدرة على النطق وأتطلع بشوق إلى أن تتيح لى الظروف شرف لقائك فى يوم من الأيام".. هكذا ردت جاكلين كينيدى زوجة الرئيس الأمريكى على الرئيس المصرى جمال عبد الناصر فى 3 نوفمبر 1961 ردا على الهدية التى بعثت بها الحكومة المصرية لأمريكا بعد تبرع حكومة الولايات المتحدة لمشروع إنقاذ آثار أبو سمبل من الغرق نتيجة لتنفيذ مشروع السد العالى بمبلغ 10ملايين دولار من فائض مبيعات القمح الأمريكى لمصر وتعبيرا عن تقدير مصر لهذا التبرع وافق جمال عبد الناصر على عرض بعض آثار "توت عنخ آمون" فى الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن مجلس الوزراء اتخذ قرارا بإرسال تمثال صغير لأحد النبلاء من عصر توت وجدت عدة نسخ منه فى مقبرته كهدية خاصة للبيت البيض.
وجاء اغتيال جون كنيدى مفاجأة وصدمة لكل من مصر ورئيسها جمال عبد الناصر والذى شعر إلى جانب أسفه الشخصى لاغتيال كينيدى أن الموقف الدولى بعد غيابه عن المسرح سوف يتأثر على نحو أو آخر.