بدأت الشاعرة العراقية الراحلة لميعة عباس عمارة، كتابة الشعر في وقت مبكر من حياتها منذ أن كانت في الثانية عشرة من العمر، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر إيليا أبو ماضي الذي كان صديقًا لوالدها، ونشرت لها "مجلة السمير" أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها وقد عززها إيليا أبو ماضي بنقد وتعليق إذ قال: "إن كان في العراق مثل هؤلاء الأطفال، فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق".
وقد نشرت لميعة عباس عمارة الكثير من إنتاجها ـ منذ كانت طالبة في دار المعلمين العالية ـ في أكثر من صحيفة ومجلة عربية وفقا لمعجم البابطين غير أنها نشرت ديوانها الأول عام 1960 بعنوان الزاوية الخالية.
من شعرها:
ستبقى ستبقى شفاهي ظِماء
ويبقى بعينى هذا النداء
ولن يبرح الصدر هذا الحنين
ولن يحرس اليأس كل الرجاء
وقد ولدت لميعة عباس عمارة في بغداد عام 1929 وعاشت فيها قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة حيث توفيت هناك، أجادت الشعر العربي الفصيح والشعبي العراقي وقد حصلت على وسام الأرز تكريمًا من لبنان لمكانتها الأدبية.
تخرجت من الثانوية العامة في بغداد ودرست هناك في دار المعلمين العالية، وهي الدار التي تحولت فيما بعد إلى كلية التربية التابعة لجامعة بغداد وصادف أن اجتمع معها في تلك السنوات في ذلك المعهد عدد من الشعراء، منهم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم، وكان التنافس الشعري بينهم شديدًا، وتمخض عنه ولادة الشعر الحر وقد حصلت على إجازة دار المعلمين العالية سنة 1950، وعينت مدرسة في دار المعلمات.
من دواوينها: الزاوية الخالية عام 1960، عودة الربيع عام 1963، أغانى عشتار عام 1969، يسمونه الحب عام 1972، لو أنبأني العراف عام 1980، البعد الأخير عام 1988.