شعوب أفريقيا السمراء تتجه أنظارها اليوم إلى الكاميرون، منتخبات 24 دولة تتنافس بدءا من الغد، أملاً فى نيل "الأميرة الأفريقية"، فى بلاد صمويل إيتو، تنطلق نسخة جديدة من كأس الأمم الأفريقية، والمقرر أن تستمر حتى 6 فبراير المقبل، بعدما تأجلت عام بسبب جائحة كورونا، بمشاركة المنتخب الوطني المصري الذي يسعى لحصد اللقب الإفريقي الثامن الغائب منذ آخر بطولة توج بها عام 2010 بأنجولا.
لكن ربما الذى لا يعلمه الكثير أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، يعد أول زعماء القارة السمراء، الذين ربطوا الرياضة بالسياسة، حيث كان يرى أن الرياضة فرصة لتقارب الشعوب، خاصة كرة القدم التى تحقق المتعة للجمهور، فكلف مسئولى الرياضة المصرية، بالاهتمام بتعميق العلاقات مع شعوب أفريقيا عن طريق اللعبة الشعبية الأولى.
اهتمام عبد الناصر بتوطيد علاقة مصر بالدول الإفريقية، بجانب إيمانه بدور الرياضة في تقارب الشعوب، نتج عنه تأسيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وإقامة أول بطولة لكأس الأمم الأفريقية، إذ لُعبت أول نسخة لها في فبراير 1957 بالخرطوم، بمشاركة 3 منتخبات فقط هي "مصر، السودان، وإثيوبيا"، وفازت بها مصر.
وكان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يرى أن الرياضة وسيلة لدعم الريادة المصرية فى أفريقيا، ولذا فقد كلف المسئولين عن الكرة بالاهتمام بإفريقيا لتعميق علاقات مصر الإفريقية عن طريق الكرة، وفي 8 يونيو عام 1956، اجتمع المصري عبدالعزيز سالم كأول رئيس للاتحاد الإفريقي ومحمد لطيف ويوسف محمد، مع السودانيين عبدالرحيم شداد وبدوى محمد وعبدالحليم محمد والجنوب إفريقى وليم فيل في فندق بمدينة لشبونة عاصمة البرتغال، وبدأوا الخطوات الفعلية لتأسيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وفي انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية، وتحقق حلم ناصر بتنظيم أول بطولة لكأس أمم إفريقيا في السودان في شهر فبراير عام 1957، ولم تشارك فيها إلا ثلاث دول فقط هم مصر وإثيوبيا والسودان صاحبة الأرض التي حرص الرئيس عبدالناصر على إقامتها في السودان دعمًا للعلاقة بين البلدين، فلم يكن يفكر في الفوز بالبطولة بقدر رغبته في التقرب لبلدان القارة الإفريقية، وقد فازت مصر بالبطولة بأربعة أهداف سجلها الديبة في مرمى إثيوبيا.
وفي عام 1959 أقيمت البطولة الثانية بمشاركة نفس الدول الثلاث ولكن في القاهرة هذه المرة وحصلت مصر على اللقب بعد الفوز على السودان بهدفين مقابل هدف وهي آخر بطولة كرة قدم تحرزها مصر في عهد الرئيس الراحل.